هبة بريس – أحمد المساعد
محمد وهبي اسم يسطع اليوم في سماء كرة القدم الوطنية، ووجه يشرق بالأمل والاعتزاز في قلوب ملايين المغاربة، هذا المدرب الذي قبل قيادته “أشبال الأطلس” (منتخب المغرب لأقل من 20 سنة U20) وقادهم إلى نصف نهائي كأس العالم الجارية أطوارها في الشيلي.
يعد هذا الإنجاز التاريخي، الذي يأتي امتدادا لنجاحه في وصوله لنهائي كأس إفريقيا بمصر، انضم وهبي إلى قائمة الأسماء الوطنية التي تضع بصمتها في تاريخ الكرة المغربية الحديثة. ويمثل نموذجا للكفاءة التدريبية التي تمزج بين الخبرة الأوروبية العميقة والشغف الوطني الكبير.
وُلد محمد وهبي في بروكسيل ببلجيكا في 7 شتنبر 1976، ويحمل الجنسيتين المغربية والبلجيكية، وهو مؤهل بأعلى شهادة تدريب أوروبية، رخصة “UEFA Pro”، ما يعكس الخلفية الأكاديمية والعملية الممتازة التي يحملها إلى مشروعه الجديد مع الكرة المغربية.
مسار تدريبي متدرج بين الفئات السنية
بدأت رحلة وهبي التدريبية الطويلة في نادي أندرلخت البلجيكي منذ عام 2003، حيث تدرج عبر الفئات السنية وصقل مواهب أجيال ذهبية، أشرف على تدريب لاعبين أصبحوا لاحقا نجوما في الساحة الأوروبية، مثل يوري تيليمانس وآرون ليا إيسيكا.
وقد اكتسب خبرة عميقة في فن التعامل مع مراحل نضج اللاعبين التقنية والذهنية، وتولى مسؤوليات متقدمة شملت قيادة فريق “U21” لنصف نهائي دوري الشباب الأوروبي في موسم 2014-2015، وعمل مساعدا في الفريق الأول، وتجربة احترافية في الدوري السعودي رفقة نادي الفتح أنهت مساره الخارجي، قبل أن يعينه فوزي لقجع على الإدارة التقنية الوطنية.
من التكوين البلجيكي إلى الإنجاز المونديالي
اختارت الإدارة التقنية الوطنية وهبي مدربا للمنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، بناء على كفاءته وخبرته ومشروعه الواضح لتطوير الفئات الشابة.
ومنذ تعيينه، حقق المدرب سلسلة من الإنجازات المتسارعة التي تُوجت بالنجاح الحالي في تشيلي:
التتويج ببطولة شمال إفريقيا.
التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر والوصول إلى النهائي.
التأهل التاريخي إلى نهائيات كأس العالم للشباب 2025 في تشيلي.
قيادة “أشبال الأطلس” إلى نصف نهائي كأس العالم في تشيلي، كإنجاز غير مسبوق.
بأسلوبه الهادئ والمنظم، يركز وهبي على أن الانضباط الذهني والثقة يفوقان الموهبة وحدهما. وهو مدرب يبتعد عن الأضواء ويفضل الحديث عبر نتائج الميدان، مُشيدا دائما بـ”تضحيات لاعبيه وإيمانهم” بدل الإنجاز الشخصي.
محمد وهبي يمثل “قائدا بماض أوروبي وحلم مغربي”، يكتب فصلا جديدا في قصة جيل يحمل آمال وطن كامل، ويسعى لتأكيد قوة الكرة الوطنية عالميا، بعدما أعاد للمغرب مكانته المرموقة في المحافل العالمية لكرة القدم للفئات السنية.
0 تعليقات الزوار