تصفيق وأعلام ودموع فرح: المغاربة بأمستردام يحتفون بانتصار الدبلوماسية المغربية (فيديو)

حجم الخط:

هبة بريس – (طارق عبلا: أمستردام)

في أجواء غامرة بالفرح والاعتزاز الوطني، احتضنت جمعية الصداقة بمدينة أمستردام حفلا استثنائيا بمناسبة القرار الأممي الأخير الذي أكد من جديد عدالة قضية الصحراء المغربية، واعتراف المجتمع الدولي بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وجاد ومستدام للنزاع الإقليمي حول الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وقد شكل هذا القرار مناسبة وطنية كبرى للجالية المغربية المقيمة بهولندا للاحتفال بما اعتبر نصرا تاريخيا للدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وعرف الحفل حضور شخصيات مغربية مرموقة في الساحة الهولندية، يتقدمهم سليم لحجمري القنصل العام للمملكة المغربية بأمستردام، إلى جانب فعاليات جمعوية وثقافية من مختلف المدن الهولندية، وأفراد من الجالية المغربية الذين جاؤوا ليعبروا عن فخرهم بانتصار الوطن وعدالة قضيته.

وقد تميز الحفل بأجواء وطنية صادقة، حيث صدحت القاعة بالأناشيد والأغاني المغربية التي ترددها الحضور بحماس منقطع النظير، رافعين الأعلام المغربية ومرددين شعارات الوحدة والوطنية.

وافتتحت الأمسية بالإنصات إلى الخطاب الملكي السامي، الذي خص به جلالة الملك محمد السادس نصره الله الأمة المغربية بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، وقد تولى القنصل العام للمملكة المغربية بأمستردام سليم لحجمري شرح مضامين الخطاب للحضور، مبرزا الرسائل العميقة التي حملها، والتي تؤكد على التمسك بالوحدة الوطنية والترابية، وعلى استمرار المغرب في نهج التنمية الشاملة والدبلوماسية الهادئة في الدفاع عن قضاياه العادلة، وتفاعل الحضور بإعجاب كبير مع العرض الذي قدمه السيد القنصل، والذي أبرز من خلاله البعد الإنساني والوطني في خطاب جلالة الملك.

وتخلل هذا الحدث كذلك تكريم عدد من الشخصيات البارزة التي كان لها دور فاعل في دعم القضايا الوطنية وخدمة الجالية المغربية، يتقدمهم القنصل العام سليم لحجمري، إلى جانب مجموعة من الوطنيين الغيورين على المغرب من مغاربة وأجانب، ممن أبانوا عن حب صادق للمملكة وإخلاص كبير لقيمها ووحدتها الترابية، وقد كان لحظة التكريم مؤثرة عكست روح الوفاء والتقدير لكل من يسهم في رفع اسم المغرب عاليا داخل الوطن وخارجه.

وفي سياق متصل، قدمت الفاعلة الجمعوية مهدية مخلوفي، التي تولت تنشيط وتقديم فقرات الحفل، كلمة مؤثرة عبرت فيها عن عشقها للمغرب واعتزازها بانتمائها له، مشيرة إلى أن هذا الحدث يمثل لحظة فخر واعتزاز لكل مغربي ومغربية، وقالت.. لقد كانت الفرحة غامرة والنجاح يفوق كل التوقعات، حيث امتلأت القاعة عن آخرها بالحضور الكبير الذي فاق المتوقع، حتى ضاقت بهم جنباتها، وهو ما يعكس مدى حب الجالية لوطنها الأم وارتباطها العميق بقضاياه.

وفي كلمة مؤثرة ألقاها أحمد المسري، رئيس جمعية الصداقة، الذي أكد أن هذا الحدث التاريخي يعكس ثمرة جهود دبلوماسية طويلة قادها جلالة الملك محمد السادس بحكمة وبعد نظر. وقال في خطابه:

“يشرفني أن أقف أمامكم اليوم في لحظة تاريخية مشرفة، بعد القرار الأممي الأخير الذي أكد من جديد عدالة قضية الصحراء المغربية، وأقر بأن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب هي الحل الواقعي، الجاد، والمستدام لهذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده، ولعل هذا النصر الدبلوماسي الكبير ما كان ليتحقق لولا الرؤية المتبصرة والحكمة المتزنة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من الدفاع عن وحدة الوطن واجبا مقدسا، ومن الدبلوماسية الهادئة أداة فعالة لترسيخ مكانة المغرب في العالم.”

كما نوه المسري بالدور البارز الذي قام به وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، لما أبان عنه من حنكة سياسية عالية، وبما قدمه السفير عمر هلال من دفاع قوي داخل أروقة الأمم المتحدة، مبرزا أن ما تحقق هو ثمرة كفاءة مغربية متجذرة في قيم المسؤولية والالتزام بالقانون الدولي.

وأضاف أن هذا القرار ليس انتصارا سياسيا فحسب، بل هو انتصار للعدالة والحق، ورسالة إلى العالم بأن المغرب اختار طريق السلام والتنمية بدل الصراع والانقسام، مبرزا أن الجالية المغربية في أوروبا تعيش هذه اللحظة بكل فخر واعتزاز، وهي ترى ثمار المسيرة الدبلوماسية التي تواصل ما بدأه المغفور له الملك الحسن الثاني رحمه الله في المسيرة الخضراء.

ومن جهتها، أكدت الفاعلة الجمعوية مليكة كركلو، في تصريح لها على هامش الحفل، أن هذا الحدث يعكس التلاحم العميق بين الجالية المغربية ووطنها الأم، مشيرة إلى أن جمعية الصداقة استطاعت أن تجمع الناس حول قيم الحب للوطن والعمل من أجل سمعته، وأضافت أن دور المجتمع المدني في أوروبا بات اليوم أساسيا في نقل الصورة الحقيقية للمغرب وانتصاراته الدبلوماسية.

أما مليكة لمريض، فقد عبرت في كلمتها عن فخرها بما تحقق، مذكرة بأن ما يجري اليوم هو استمرار لمسار التحرير الذي قاده الملك الراحل الحسن الثاني بالمسيرة الخضراء، حين حرر المغرب صحراءه بسلم وسلام، ليواصل اليوم الملك محمد السادس المسار نفسه بأسلوب دبلوماسي راق وحكمة استراتيجية أثمرت هذا الاعتراف الدولي الكبير، وأضافت أن “انتصار اليوم هو تتويج لمسار طويل من البناء والثقة بالنفس، وهو ما يدفع المغاربة في المهجر إلى الخروج للاحتفال بفخر واعتزاز.

الحفل اختتم وسط أجواء من الفرح والتلاحم، حيث عبر الحضور عن اعتزازهم بالوطن وولائهم للعرش العلوي المجيد، مؤكدين أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يواصل بثبات مسيرته نحو الوحدة والازدهار، وقد أجمعت الكلمات والتصريحات على أن هذا النصر الدبلوماسي هو انتصار للحق، وللوحدة، وللرؤية المتبصّرة للمغرب الجديد، بلد السلام والحوار والتعايش.

وبين التصفيق والأناشيد الوطنية، غادر الحاضرون القاعة وقلوبهم مفعمة بالأمل والفخر، مرددين أن المغرب، من طنجة إلى الكويرة، سيبقى موحدا، وأن الجالية المغربية في كل أنحاء العالم ستظل صوتاً مخلصا للوطن ومعبرا عن حبها الأبدي له.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً