في الأقاليم الجنوبية للمملكة، يتحول الشغف بكرة القدم إلى ثقافة جماعية متجذرة، تتجدد مع كل إنجاز يحققه المنتخب المغربي. من كأس العرب إلى البطولات القارية والدولية، يتعزز الارتباط الوجداني بالكرة لدى ساكنة هذه الربوع، التي ترى في المنتخب مرآةً لطموح وطني متصاعد.
كما تشهد الشوارع والأحياء في مدن مثل كلميم والعيون والداخلة حالة من التفاعل الكروي المكثف، حيث تتزين الواجهات بالأعلام الوطنية، وتمتلئ المقاهي بالمشجعين من مختلف الأعمار، شبابًا وأسرًا وعمالًا وطلبة، يجتمعون لمتابعة المباريات، موحدين بحلم الانتصار. هذا التفاعل يمتد لأسابيع قبل المباريات، معبرًا عن عمق العلاقة بين الكرة والهوية المحلية.
النتائج الإيجابية الأخيرة للمنتخب المغربي، والاعتماد على التكوين المستمر بنموذج “أكاديمية محمد السادس لكرة القدم” أعادت الزخم إلى الساحة الكروية في الأقاليم الجنوبية. نجاحات الفئات الصغرى والشباب والنساء، إلى جانب الحضور القوي للمنتخب الأول، غذت الإحساس بأن القادم أفضل.
ومع اقتراب موعد كأس الأمم الإفريقية، يتضاعف الحماس، وتستعد الفضاءات العامة والمقاهي لاستقبال الجماهير، بتجديد التجهيزات وتحسين الفضاءات. كما تشارك الجاليات الإفريقية المقيمة في الأقاليم الجنوبية في الاحتفاء، حيث تتحول المباريات إلى فضاء للتبادل الثقافي، معبرة عن قيم الوحدة والتنوع. هذه الظاهرة تؤكد أن الشغف الكروي في الأقاليم الجنوبية ليس ظرفيًا، بل هو امتداد للإنجازات الوطنية، متجددًا مع كل مشاركة وبطولة.

0 تعليقات الزوار