هنا بريس
في الوقت الذي تسعى فيه الجزائر إلى منافسة المغرب في مشاريع كبرى للبنية التحتية والطاقات المتجددة والسياحة، يجد المواطن الجزائري نفسه أمام مفارقة صادمة: رحلة شاقة فقط للعثور على عجلة سيارة!
ففي بلد يطفو على بحر من النفط والغاز، أصبح الحصول على إطار مطاطي مهمة شبه مستحيلة، لدرجة أن موجات من الإطارات باتت تُهرَّب من ليبيا التي أنهكتها الحروب، ومن تونس الغارقة في أزماتها، لإنقاذ الطرقات الجزائرية من مشهد السيارات المتوقفة في انتظار عجلات.
المفارقة أن دولة تصف نفسها بقوة اقتصادية في إفريقيا، تعجز عن توفير أبسط مكونات وسائل النقل، لتتحول حدودها إلى أسواق مفتوحة للإطارات المهربة، في معادلة عبثية: ثروات هائلة مقابل نقص في الأساسيات.
وفي حين يواصل المسؤولون في «بلاد الغاز والجنرالات» إطلاق وعود وخطابات عن التنمية والتصنيع، تتآكل مصداقيتهم أمام مشهد السيارات العالقة في طوابير انتظار الإطارات.
ورغم محاولات تبرير الأزمة بكونها ظرفية، إلا أنها تكشف خللاً هيكلياً عميقاً جعل الجزائر نموذجاً في سوء التدبير، رغم ثرواتها الضخمة من الغاز والبترول.
إلى أن يظهر حل فعلي، سيبقى المواطن الجزائري يترقب «انفراجاً مطاطياً»… ولو عبر الحدود.
0 تعليقات الزوار