هبة بريس ـ الدار البيضاء
رغم القرارات الصارمة التي أعلنتها عمدة الدار البيضاء لمنع العربات المجرورة بالدواب من التجول داخل شوارع العاصمة الاقتصادية، ما زالت هذه الوسيلة التقليدية للنقل حاضرة في عدد من الأحياء، متحدية التعليمات الرسمية.
و أصبح منظر العربات المجرورة بالدواب بعدد من مقاطعات الدار البيضاء يثير جدلا كبيرا بين من يعتبر استمرارها مظهرا من مظاهر الفوضى والعشوائية ومن يرى فيها مصدر رزق لشريحة واسعة من الأسر محدودة الدخل.
القرارات التي اتخذها مجلس المدينة كانت تهدف أساسا إلى تحسين صورة الدار البيضاء كحاضرة كبرى تطمح إلى التموقع بين المدن العصرية، فضلا عن تقليص حوادث السير والفوضى المرورية التي تتسبب فيها هذه العربات، غير أن غياب بدائل اقتصادية واجتماعية عملية لأصحابها جعل تطبيق المنع على أرض الواقع يواجه عراقيل متعددة، أبرزها ضعف المراقبة وصعوبة تغطية جميع المحاور الطرقية.
وبينما يطالب مواطنون بتشديد الرقابة وتوفير حلول سريعة لحماية النظام المروري وجمالية المدينة، يدعو آخرون إلى مقاربة أكثر شمولية تراعي البعد الاجتماعي لأصحاب العربات المجرورة، فالكثير منهم يعتمدون عليها كمورد رزق أساسي، ما يجعل أي قرار بالمنع في حاجة إلى مواكبة ببرامج إدماج ودعم بديلة تضمن التوازن بين متطلبات التنظيم الحضري والحاجيات الاجتماعية للسكان.
0 تعليقات الزوار