جدل بجهة فاس مكناس حول شبهات استغلال مناصب حزبية بالبرلمان ومطالب بفتح تحقيق

حجم الخط:

هبة بريس

تعيش الساحة السياسية بجهة فاس–مكناس على وقع نقاش محتدم خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تداول معطيات تتحدث عن وجود تنسيق مثير للجدل بين أحد المنسقين الجهويين لحزب سياسي معروف ومنتخب بارز ينتمي لنفس التنظيم، وسط اتهامات باستغلال النفوذ الحزبي لخدمة مصالح شخصية ومشاريع ضيقة، على حساب قيم الشفافية والمصداقية التي يفترض أن تؤطر العمل الحزبي.

مصادر من داخل الحزب أكدت أن هذا التنسيق مكّن الطرفين من بسط نفوذ ملحوظ على قرارات التنظيم بالجهة، في ظل غياب مواقف واضحة من بعض المسؤولين، ما أثار موجة من الاستياء داخل القواعد والمناضلين الذين دعوا إلى فتح تحقيق عاجل للكشف عن حقيقة ما يجري.

وتشير نفس المصادر إلى أن عدداً من المنتسبين للتنظيم باتوا يطالبون القيادة الوطنية بالتدخل السريع من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، خاصة بعد تزايد الحديث عن خروقات تمس بمبدأ تكافؤ الفرص وتسيء لصورة الحزب أمام الرأي العام.

ويرى متتبعون للشأن الحزبي أن استمرار مثل هذه الممارسات، إن تأكدت، يشكل تراجعاً خطيراً عن مبادئ الديمقراطية الداخلية، داعين إلى اعتماد الشفافية والمساءلة كنهج لضمان مصداقية العمل السياسي.

وقد ازدادت حدة الجدل بعدما خرجت خلال الأسابيع الأخيرة مجموعة من الشباب الغاضبين في وقفات سلمية للتنديد بما وصفوه بـ”الفساد السياسي” و”استغلال المناصب الحزبية”.

واعتبر المحتجون، ومعظمهم من فئة الشباب المعروفة بـ”جيل Z”، أن مثل هذه التصرفات تُفقد الثقة في المنتخبين وتُعمق فجوة العزوف السياسي.

ويأتي هذا الحراك بعد بروز معطيات تتحدث عن توظيفات مثيرة للجدل داخل مؤسسات تمثيلية لشخصين منتخبين بالجهة ، قيل إن وراءها تدخلات من المنسق الجهوي نفسه، ما زاد من تأجيج الغضب داخل الأوساط الحزبية والشبابية.

في المقابل، يجمع مراقبون على أن فتح تحقيق نزيه وشفاف حول هذه الاتهامات بات ضرورة ملحّة، ليس فقط من أجل إنصاف المتضررين، بل أيضاً لحماية مصداقية المؤسسات الحزبية وضمان التنافس النزيه داخلها.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً