أكاديمية و مركز محمد السادس لكرة القدم.. المغرب يجني ثمار الاسثتمار في صناعة الأبطال

حجم الخط:

هبة بريس ـ ياسين الضميري

في السنوات الأخيرة، أصبحت كرة القدم المغربية تعيش طفرة غير مسبوقة بفضل الرؤية الملكية السامية التي وضعت تطوير البنية التحتية والتكوين في صلب المشروع الرياضي الوطني.

ويأتي إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ومركز محمد السادس لكرة القدم كأحد أبرز مظاهر هذا التحول، إذ شكلا معا حجر الأساس في إعادة بناء منظومة كرة القدم المغربية على أسس حديثة واحترافية، ما جعل المغرب اليوم ينافس كبار العالم ويجني ثمار سنوات من التخطيط والاستثمار الذكي.

أكاديمية محمد السادس لكرة القدم تعد نموذجا إفريقيا وعالميا في مجال التكوين الرياضي، إذ تجمع بين الإعداد التقني المتطور والتربية الأكاديمية والتأطير النفسي، في بيئة احترافية متكاملة.

تمتد الأكاديمية على مساحة واسعة بضواحي مدينة سلا، وتضم ملاعب حديثة بعشب طبيعي وصناعي، قاعات متطورة للتدريب البدني، مختبرات طبية ومرافق للإقامة مجهزة بأحدث التجهيزات، وهي لا تكتفي بتخريج لاعبين موهوبين فحسب، بل تسعى إلى تكوين جيل من الشباب القادر على تمثيل بلاده في مستويات عالية و بانضباط احترافي.

وقد أثمرت جهود أكاديمية محمد السادس لكرة القدم عن بروز أسماء لامعة في سماء الكرة العالمية، مثل نايف أكرد و يوسف النصيري و غيرهم، الذين أصبحوا اليوم سفراء مشرفين لكرة القدم المغربية في كبريات الدوريات الأوروبية.

أما مركز محمد السادس لكرة القدم في المعمورة قرب الرباط، فقد أصبح مفخرة وطنية ومرجعا قاريا بفضل مرافقه ذات المعايير الدولية.

يمتد هذا الصرح الرياضي على أكثر من ثلاثين هكتارا ويضم ثمانية ملاعب بمعايير الفيفا، منشآت طبية وتأهيلية متطورة، قاعات للتحليل التقني والفيديو، وأماكن إقامة راقية للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها.

ويعتبر المركز اليوم قبلة لعدد من المنتخبات والأندية العالمية التي تختار المغرب وجهة للتحضير لمبارياتها واستحقاقاتها الكبرى، لما يوفره من ظروف مثالية تجمع بين جودة المنشآت واحترافية التنظيم.

هذه البنية التحتية الحديثة لم تأت من فراغ، بل هي ثمرة رؤية ملكية استشرافية وتدبير حكيم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بقيادة فوزي لقجع، الذي أعاد للكرة المغربية هيبتها على الصعيدين القاري والعالمي.

بفضل هذا العمل المتكامل، أصبحت المنتخبات الوطنية المغربية، بمختلف فئاتها، تقدم مستويات مبهرة وتحقق نتائج مشرفة، كان آخرها تألق أشبال الأطلس في كأس العالم لأقل من 20 سنة في الشيلي وبلوغهم نصف النهائي في إنجاز أصبح عادة و ليس اسثتناء لدى المغاربة.

لقد أثبت المغرب اليوم أن النجاح الرياضي لا يتحقق بالصدفة، بل هو نتاج رؤية واضحة واستثمار في الإنسان قبل المرافق، فأكاديمية محمد السادس لكرة القدم ومركز محمد السادس لكرة القدم لم يعودا مجرد بنيتين رياضيتين، بل رمزين لطموح وطن اختار أن يسير بخطى ثابتة نحو الريادة الكروية، ويؤكد للعالم أن المغرب بات قوة حقيقية في عالم المستديرة.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً