هبة سبور -يوسف أقضاض
رغم حالة عدم الرضا التي يشعر بها جزء من الجماهير المغربية والصحافة الوطنية تجاه الأداء الأخير للمنتخب الوطني بقيادة وليد الركراكي، ورغم استمرار المعاناة التقليدية أمام المنتخبات الإفريقية التي تعتمد أسلوباً دفاعياً مغلقاً، إلا أن الإنصاف يفرض الاعتراف بدور الركراكي التاريخي في تغيير مكانة كرة القدم المغربية والعربية على الصعيد العالمي.
فمنذ توليه قيادة “الأسود”، لم يكتفِ بتطوير الأداء التكتيكي، بل فتح باباً كان يُعتبر “محرماً” على المنتخبات العربية والإفريقية: باب نصف نهائي كأس العالم.
ذلك الباب الذي ظل حكراً على كبار منتخبات أوروبا وأمريكا اللاتينية، نجح الركراكي في كسره خلال ملحمة قطر 2022، ليسجل التاريخ أن أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ المربع الذهبي للمونديال كان بقيادته.
هذا الإنجاز لم يكن مجرد حدث عابر، بل لحظة تحول ذهني وثقافي في كرة القدم المغربية حيث انتقل اللاعبون من عقلية “المشاركة المشرفة” إلى عقلية “نلعب من أجل الفوز”.أ
وأصبحت المنتخبات المغربية في كل الفئات تنافس بثقة أمام كبار العالم. كما ترسخت فكرة أن الانتصار ممكن مهما كان الخصم قويا.
ولم يتوقف تأثير الإنجاز عند حدود المغرب فقط، بل ألهم المنتخبات العربية والإفريقية، التي أصبحت تؤمن بأن الحلم المشروع لا سقف له عندما تتوفر الإرادة والتخطيط.
واليوم، ورغم بعض الأخطاء التكتيكية والجدل حول الاختيارات البشرية، تبقى الحقيقة أن الركراكي هو مهندس أكبر تحول ذهني في تاريخ كرة القدم المغربية. لذلك فإن التحدي المقبل يتمثل في اختيار التشكيلة المثالية والنهج الأنسب من أجل الفوز باللقب القاري.
فإن تحقق هذا اللقب، سيكون من الطبيعي التفكير في عقد طويل الأمد مع الركراكي، لعشر سنوات قادمة، حفاظاً على هذا المشروع الذهني والرياضي الذي بدأ يؤتي ثماره.
ختاما قد نختلف حول الأداء، قد ننتقد بعض القرارات،
لكن لا يمكن أن ننكر أن وليد الركراكي أعاد للمغاربة والعرب الثقة في القدرة على الفوز… حتى ضد الكبار.
0 تعليقات الزوار