هبة بريس – محمد زريوح
شهدت مدينة مليلية المحتلة حدثًا أمنيًا لافتًا بعدما تمكنت فرقة متخصصة في تفكيك المتفجرات تابعة لوحدة الغوص بولاية قادش الإسبانية من استخراج 19 قنبلة بحرية وعدد من بقايا الذخائر القديمة من قاع البحر، على عمق بلغ نحو 15 مترًا.
وأفادت الشرطة البحرية الإسبانية بأن العملية تمت في ظروف معقدة تطلبت دقة عالية وتنسيقًا محكمًا بين مختلف الأجهزة الأمنية.
ووفقًا لما أعلن عنه الحرس المدني الإسباني، فإن وحدة الغواصين المتخصصة GEAS كانت قد رصدت أجسامًا معدنية غير مألوفة في محيط ميناء مليلية المحتلة، ليتبين بعد الفحص أنها متفجرات حربية تعود لعقود مضت. وتم التعامل معها بوسائل تقنية متطورة لتقليل احتمالات الانفجار أثناء انتشالها، وسط إجراءات أمنية مشددة لضمان سلامة الفريق المنفذ.
وأوضحت السلطات أن تلك القنابل، رغم بقائها لسنوات طويلة في أعماق البحر، لا تزال تحتفظ بفاعليتها التفجيرية، مما يجعلها مصدر خطر حقيقي. كما أكدت أن آليات تشغيلها القديمة قد تكون عرضة للخلل أو الانفجار عند أي تماس أو حركة مفاجئة، وهو ما فرض التعامل معها بأسلوب دقيق ومحترف للغاية.
وفي الجانب المغربي، انتشرت حالة من الترقب والحذر، خاصة في إقليم الناظور القريب من المنطقة، وسط مخاوف من أن تؤدي التيارات البحرية المشتركة إلى نقل بعض الشظايا أو بقايا الذخائر إلى السواحل المغربية. وقد دعت فعاليات محلية إلى التنسيق بين الرباط ومدريد لتفادي أي خطر بيئي أو أمني محتمل.
ويعيد هذا الحادث إلى الواجهة قضية الأمن البحري في حوض البحر الأبيض المتوسط، ويبرز الحاجة إلى مراقبة مستمرة للأنشطة تحت المائية. ومع استمرار السلطات الإسبانية في عمليات المسح والبحث عن متفجرات أخرى محتملة، يبقى القلق قائمًا من أن تتحول الواقعة إلى ملف إقليمي يمس استقرار وأمن السواحل الغربية للمتوسط.
0 تعليقات الزوار