هبة بريس – شفيق عنوري
شهدت مدينة سبتة المحتلة في الأسابيع الأخيرة حادثتين متتاليتين لدخول مهاجرين غير نظاميين باستخدام الطائرات الشراعية والمظلات الهبوط، ما أثار تساؤلات حول إمكانية تحوّل هذه الوسيلة إلى أسلوب جديد للهجرة غير الشرعية نحو الثغور المحتلة.
آخر هذه الحالات سُجلت أمس الأربعاء، عندما وثّقت كاميرات محلية لحظة محاولة مهاجر الدخول إلى سبتة المحتلة باستعمال مظلة هبوط، وقبلها بأسابيع، تمكن شاب من إفريقيا جنوب الصحراء، من تنفيذ مغامرة مشابهة ناجحة، إذ حلق من الجانب المغربي إلى داخل المدينة المحتلة، في حدث كان الأول من نوعه.
وأوضحت صحيفة “إل فارو” وقتها، أن الحرس المدني سجّل الحادثة كأول عملية عبور موثقة يقوم بها مهاجر من المغرب إلى سبتة المحتلة بواسطة طائرة شراعية، مشيرة إلى أن المهاجر، الذي لم يتعرض لأي إصابات، أظهر معرفة تقنية بكيفية استعمال الطائرة والتحكم فيها، ما يدل على أنه تلقى تدريباً مسبقاً.
وحسب الصحيفة نفسها فإن مدينة مليلية المحتلة كانت قد شهدت في وقت سابق عمليتين مماثلتين، ما يشير إلى أن هذا النمط من التسلل بدأ يتكرر وإنْ بوتيرة محدودة.
الحرس المدني الإسباني، قلل في تصريحه لـ”إلفارو” عقب عملية سبتة المحتلة الأولى، من احتمال أن يتحوّل هذا الأسلوب إلى ظاهرة، معتبراً أن “عدد من سيحاولون الدخول بهذه الطريقة سيكون محدوداً للغاية”.
وأوضح الحرس المدني للصحيفة نفسها، أن استعمال الطائرات الشراعية في الهجرة “لا يمكن أن يصبح وسيلة منتظمة” نظراً لمخاطره العالية وصعوبته التقنية، غير أن تكرار الحوادث في ظرف وجيز جعل الأجهزة الأمنية الإسبانية تتعامل مع المسألة بجدية أكبر.
وبعد أن كانت تعتبرها في السابق مجرد حالات معزولة أو مستحيلة التنفيذ، تؤكد المعطيات التي نقلتها صحيفة “إل فارو” أن هناك اشتباها في وجود “عملية منظمة” قد تكون وراء هذه المحاولات، إذ تم رصد أكثر من شخص تلقوا تدريباً في استعمال هذه الوسائل الجوية الخفيفة.
ورغم أن هذه الطريقة تبدو “سينمائية” كما وصفتها الصحيفة الإسبانية في تقرير سابق، فإنها تعكس في الوقت ذاته اليأس الذي يدفع بعض المهاجرين إلى البحث عن طرق خطيرة ومكلفة لعبور الحدود، في ظل تشديد المراقبة على المعابر البرية والبحرية.
ويبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت هذه الحالات ستتكرر لتتحول إلى ظاهرة، أم أنها ستظل محاولات فردية محكومة بالفشل والخطر، خصوصاً وأن استعمال الطائرات الشراعية أو مظلات الهبوط في مثل هذه الظروف يمثل مغامرة قد تنتهي بالموت قبل الوصول إلى وجهتها.

0 تعليقات الزوار