الجمارك تُطوّق “شبكة الخمور المزيفة” بأكادير ومراكش

حجم الخط:

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

تواصل المصالح الجمركية المغربية حملتها المكثفة ضد شبكات تهريب الخمور المغشوشة التي تتسلل عبر الحدود الجنوبية قادمة من موريتانيا، قبل أن تجد طريقها إلى الأسواق والمرافق السياحية في مدن كبرى كأكادير ومراكش.

– أكادير.. الواجهة السياحية في مرمى المهربين

تؤكد مصادر مطلعة أن مدينة أكادير باتت إحدى أبرز نقاط الاستهداف لهذه الشبكة التي تتقن تقليد أشهر العلامات التجارية في مجال المشروبات الكحولية، مستعملة ملصقات ضريبية مزورة وعبوات يصعب تمييزها عن الأصلية.

وكانت المصالح الأمنية بأكادير، خلال أواخر السنة الماضية قد حجزت أزيد من سبعة ألاف قنينة خمور مهربة بأحد مستودعات فندق وسط المدينة.

التحقيقات أوضحت أن هذه الخمور تُوزَّع على مطاعم وفنادق وعلب ليلية راقية، إلى جانب زبائن خواص يتعاملون عبر وسطاء متخصصين في ترويج هذه البضائع.
هذا الوضع دفع المصالح الجمركية إلى تعزيز مراقبتها الميدانية داخل المدينة وضواحيها، بتنسيق مع الأجهزة الأمنية والرقابية الجهوية في الدار البيضاء وطنجة والداخلة.

– من الموانئ الموريتانية إلى المستودعات السرية

التحريات كشفت أن الخمور المزيفة تشق طريقها إلى التراب المغربي عبر عمليات تهريب دقيقة تنطلق من الموانئ الموريتانية، حيث تُنقل الشحنات في حاويات تجارية مختلطة لتفادي الرصد.
وبعد دخولها إلى الأراضي المغربية، تُخزن البضائع في مستودعات خفية بضواحي المدن الكبرى، قبل إعادة تعبئتها في قنينات تحمل أسماء علامات فاخرة، لتُطرح لاحقاً في السوق على أنها منتجات أصلية.

– الدرون وتعقب إلكتروني: الجمارك ترفع منسوب المراقبة

في تطور لافت لأساليب المكافحة، استعانت الجمارك المغربية بطائرات مسيّرة لتحديد مواقع المستودعات ومسارات النقل، إلى جانب أجهزة تتبع رقمية تراقب حركة البضائع المشبوهة.

هذا التعاون الوثيق بين الجمارك والأجهزة الأمنية مكّن من تضييق الخناق على عناصر الشبكة، التي تُعد جزءاً من منظومة تهريب عابرة للحدود، لا تضر فقط بالمداخيل الضريبية، بل تمس أيضاً بصحة المستهلك وسمعة المغرب كسوق سياحية آمنة.

– مراكش.. إغراء الأسعار و”فخ” الخمور الرخيصة

التحقيقات أظهرت أن الشبكة اعتمدت استراتيجية تسويقية خطيرة في مراكش، إذ أغرت أصحاب الفنادق والمطاعم بعروض تقل بنحو 30% عن أسعار الخمور الأصلية.
هذا الفارق السعري الكبير جعل الكثيرين يقعون في الفخ، ما سمح بترويج كميات كبيرة من المشروبات المغشوشة داخل الأوساط السياحية الراقية.

– تهديد مزدوج: الاقتصاد والصحة في مهبّ التهريب

المصالح المختصة حذرت من تداعيات هذه الأنشطة غير المشروعة، التي تمسّ في آنٍ واحد بالاقتصاد الوطني وبصورة المغرب كوجهة سياحية عالمية، ناهيك عن المخاطر الصحية الناتجة عن استهلاك منتجات كحولية غير مراقبة.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات لتفكيك الشبكة بالكامل، تؤكد الجمارك أنها ماضية في اعتماد التكنولوجيا الحديثة وتوسيع نطاق التعاون الإقليمي من أجل تجفيف منابع هذا التهريب.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً