تم، اليوم الأربعاء، تدشين ملعب مدرسي مصغر بمدرسة حليمة السعدية بمكناس، في إطار مشروع “فيفا أرينا” للاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي مبادرة عالمية تروم إنشاء ملاعب مصغرة لفائدة الشباب المنحدرين من أوساط هشة عبر العالم.
وبحسب المعطيات المقدمة خلال حفل التدشين، الذي حضره وفد مهم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وممثلون عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إضافة إلى لاعبين مغاربة سابقين، يُتوقع أن يستفيد من هذا المشروع ، الأول من نوعه على الصعيد الوطني، حوالي 2000 تلميذ وتلميذة موزعين على أربعة مؤسسات تعليمية بالعاصمة الإسماعيلية.
وتُوفر هذه البنية الحديثة والمستدامة فضاء “آمنا” و”مُحفزا” لممارسة كرة القدم لفائدة التلاميذ، كما تساهم في دعم أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، من خلال إتاحة فرص أكبر للعب أمام الأطفال، لاسيما في المناطق الحضرية والقروية الهشة.
وفي تصريح للصحافة بالمناسبة، أعرب الرئيس التنفيذي لقسم الاتحادات الوطنية بالفيفا، إلخان مامادوف، عن سعادته بإطلاق ملعب جديد ضمن برنامج “فيفا أرينا”، مشيرا إلى أن هذا المشروع يندرج في إطار تنفيذ التزام رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، خلال قمة الرياضة المستدامة المنعقدة في باريس سنة 2024.
وسجل مامادوف الذي أشاد أيضا بالشراكة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن هذه المنشأة الرياضية ستتيح لتلاميذ المؤسسات المعنية التدريب وممارسة كرة القدم في ظروف صحية وآمنة.
كما أعرب عن الأمل في أن تساهم هذه الملاعب في بروز نجوم جدد في كرة القدم المغربية.
من جانبه، أشاد مدير قسم الجمعيات الأعضاء في إفريقيا بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جيلسون فيرنانديز، بالجهود التي يبذلها المغرب من أجل النهوض بكرة القدم لدى فئة الشباب، مضيفا أن هذه المبادرة، التي تندرج في إطار استمرارية الشراكة بين الفيفا والمملكة، ستمكن هؤلاء الفتيات والفتيان من ممارسة كرة القدم في ظروف مواتية.
وقال إن “المغرب يزخر بالعديد من المواهب، ونحن بصدد ترسيخ الأسس من أجل مستقبل كرة القدم المغربية”.
بدوره، أبرز نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عبد السلام بلقشور، أن تشييد هذا الملعب يأتي ضمن سلسلة من المشاريع المبرمجة في إطار المبادرة ذاتها، مشيرا إلى أنه تم بناؤه وفقا للمعايير الحديثة للفيفا، خصوصا في ما يتعلق بجودة العشب الاصطناعي.
وأوضح أن هذه المبادرة تهدف إلى دعم الشباب المنحدرين من الأحياء التي تعاني من نقص في التجهيزات، وذلك عبر إحداث بنيات تحتية رياضية ملائمة، مبرزا أنها تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، التي تشمل، إلى جانب البنيات الرياضية، تعزيز الإدماج والصحة والتعليم.
من جانبه، أفاد عبد السلام ميلي، مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية، بأن هذا الإنجاز يُعد ثمرة تعاون بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مضيفا أن مدرسة حليمة السعدية تُعد من بين حوالي 18 مؤسسة تم اختيارها لاحتضان هذا النوع من المنشآت.
وأوضح أن اختيار هذه المدرسة جاء لكونها فازت بالبطولة الوطنية للرياضة المدرسية خلال السنة الماضية، معربا عن الأمل في أن تُسهم هذه المنشآت في إبراز جيل جديد من المواهب في كرة القدم.
وستستفيد أربع مؤسسات تعليمية من هذه البنية التي أنشأتها الفيفا، وهي مدرسة حليمة السعدية (603 تلاميذ)، ومدرسة حي السلام (489 تلميذا)، ومدرسة صلاح الدين الأيوبي (181 تلميذا)، والثانوية التأهيلية المفضلي (816 تلميذا).
وبحسب القائمين على المشروع، فإن هذا الأخير ستكون له آثار إيجابية كبيرة، حيث سيمكن هذه الفئة من الشباب المنحدرين من الأحياء الشعبية من ممارسة كرة القدم في ظروف مثالية، بما يعزز إدماجهم الاجتماعي، ويحفز نموهم الشخصي، ويغذي شغفهم بالرياضة.
وتتكون هذه البنية من ملعب صغير المساحة مكسو بالعشب الاصطناعي، ومجهز بسياج وشباك ومعدات رياضية.
ويُعد المغرب رابع بلد إفريقي يستفيد من هذا المشروع، بعد النيجر وليبيريا والجزائر.

0 تعليقات الزوار