تقرير: “البوليساريو” أداةُ استقرارٍ سياسيّ بالنّسبة للنّظام الجزائريّ

حجم الخط:

هبة بريس – شفيق عنوري

اعتبر تقرير صحفي فرنسي أن جبهة “البوليساريو” الانفصالية، ليست مجرد ورقة رئيسية لدى الجزائر لإبقاء المغرب مشغولاً بنزاعه في الجنوب وإبعاده عن فتح ملف الصحراء الشرقية، بل هي أداة للحفاظ على الاستقرار السياسي الداخلي للنظام العسكري.

وقال التقرير الذي نشره موقع “sahel-intelligence”، إن النظام العسكري الجزائري حول “البوليساريو” إلى “أداة سياسية داخلية”، حيث عمل من خلال الحفاظ على نزاع الصحراء قائماً، على “صرف انتباه الشعب الجزائري عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعصف بالبلاد”.

وأضاف أن نزاع الصحراء استخدم من قبل النظام العسكري، كذريعة لـ”التعبئة” مما يسمح للسلطة القائمة بإحياء روح الوطنية وتبرير سيطرة الجيش على الشؤون الاقتصادية والسياسية في البلاد، متابعاً أن هذه الاستراتيجية سمحت للدولة بـ”تحصين سلطة النظام مع الحفاظ على توتر إقليمي يخدم مصالحه فقط”.

كما اعتبر تقرير الموقع الفرنسي المتخصص في شؤون الساحل، أن الجزائر حولت “البوليساريو” إلى رافعة مزدوجة لـ”الضغط على المغرب” من جهة، و”أداة للاستقرار الداخلي للنظام العسكري المتعرض للانتقادات” من جهة أخرى، قبل أن يخلص إلى أن الجبهة الانفصالية ما زالت إلى اليوم “ورقة رئيسية” لدى النظام الجزائري.

وفي سياق ذي صلة، أوضح التقرير أن اختيار الجزائر لتندوف كقاعدة لإقامة مخيمات وميليشيات جبهة “البوليساريو” لم يكن “أمرا عشوائيا”، لأن المنطقة كانت، بناء على عدة وثائق أرشيفية فرنسية من الحقبة الاستعمارية، جزءاً من الصحراء الشرقية المغربية، قبل أن تُلحق بالجزائر خلال فترة الاحتلال.

وأوضح المصدر أن “هذا الماضي ظل محل نزاع حتى اليوم، ويعد أحد نقاط التوتر بين الجزائر والمغرب”، متابعاً أنه من خلال إيواء الجبهة الانفصالية في المنطقة، سعى النظام الجزائري بدعم من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، لترسيخ نفوذه الإقليمي مع خلق منطقة عازلة بين المغرب وصحرائه الشرقية.

ونبه الموقع نفسه إلى أن تندوف وفرت لـ”البوليساريو” قاعدة خلفية تحت السيطرة العسكرية المباشرة، ما مكن الجزائر من تأكيد دورها كـ”داعم” مع الحفاظ على سيطرة كاملة على أنشطة الجبهة.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً