هبة بريس
يعيش القطاع الصحي بإقليم تازة على وقع توترات نقابية متصاعدة، ألقت بظلالها على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين داخل المؤسسات الصحية، وفي مقدمتها المستشفى الإقليمي ابن باجة.
فبعدما كانت النقابات تُعد رافعة للدفاع عن الحقوق المهنية وتحسين ظروف العمل، تحوّل المشهد النقابي في الإقليم إلى مصدر توتر وانقسام، أثّر سلباً على مردودية القطاع وأربك توازنه الداخلي.
وحسب متتبعين، فقد عمق تفاقم الخلافات النقابية والسياسية التي باتت تسيطر على جزء من المشهد داخل المؤسسات الصحية، لتتحول بعض المطالب المهنية إلى ساحة صراع حول النفوذ والمصالح.
وقد شهد المستشفى الإقليمي ابن باجة خلال السنوات الأخيرة حالات احتقان متكررة وصلت أحياناً إلى حد الشلل الجزئي لبعض المرافق الحيوية، خاصة قسمي المستعجلات والتوليد.
وتحدثت مصادر ميدانية عن مواجهات كلامية ومشادات بين العاملين، بل وتدخل أمني في بعض الأحيان، بسبب تصاعد حدة التوتر بين المنتسبين لتيارات نقابية مختلفة، ما انعكس سلباً على مجهودات الإدارة وأطرها وعرقل عملها.
وساهمت بعض الممارسات السلبية، مثل التغاضي عن الغيابات أو استغلال العمل النقابي لتبرير تجاوزات مهنية، في تأزيم الوضع أكثر، رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلها العديد من الأطر الطبية والتمريضية والتقنية والإدارية، ممن يواصلون أداء مهامهم بتفانٍ ونكران ذات.
وفي ظل هذه الأوضاع، يطرح المراقبون تساؤلات حول مدى قدرة تفعيل قانون الإضراب، الذي دخل حيز التنفيذ في 24 شتنبر 2025، على تقنين الممارسة النقابية وضبطها بما يحقق التوازن بين حق الاحتجاج وواجب ضمان استمرارية الخدمات الصحية.

0 تعليقات الزوار