فضيحة بونيف: من “آيفون الجنرالات في الجزائر” إلى مهاجمة المغرب وترامب

حجم الخط:

هبة بريس-يوسف أقضاض

في خضم الجدل الذي أثارته تصريحات المستشار الأميركي مسعد بولس حول دعم واشنطن لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، برز اسم شخص يُدعى مصطفى بونيف، يقدّم نفسه كصحفي جزائري، ليطلق تصريحات مثيرة للجدل تحمل الكثير من التناقضات والمغالطات.

فبعد أن كان بونيف من أبرز المروجين لخطاب الانفصال واصفاً الصحراء المغربية بـ“المستعمرة”، عاد بشكل مفاجئ ليزعم أن النزاع “لا علاقة له بالصحراء”، وأن “جبهة البوليساريو أقوى من قرارات ترامب”، في محاولة واضحة لتشويه الموقف المغربي وتشويش الرأي العام الدولي.

هذا التناقض الصارخ كشف مرة أخرى عن طبيعة بونيف الحقيقية، كأحد أبواق النظام الجزائري التي تعمل وفق أجندة مدفوعة لتلميع خطاب المؤسسة العسكرية وتبرير سياساتها الخارجية، خصوصاً في ملف الصحراء المغربية الذي يورط الجزائر بشكل مباشر.

وتشير معطيات سابقة إلى أن بونيف، الذي اشتهر في الأوساط الرقمية بلقب “طاطا علجية”، سبق أن عبّر علنًا عن غضبه من النظام الجزائري بعدما لم يُدرج اسمه ضمن لائحة الصحفيين الذين استفادوا من “هدايا هواتف آيفون”، في فضيحة كشفت بوضوح طبيعة الامتيازات الريعية التي يحصل عليها الإعلاميون الموالون للنظام مقابل ولائهم الأعمى.

كما أبدى بونيف استياءه سنة 2023 من عدم دعوته إلى موائد رئيس الجمهورية الجزائرية، ما جعله يدخل في نوبة انتقاد مؤقت للنظام قبل أن يعود سريعًا إلى صفوفه، في مشهد عرى تمامًا هشاشة مواقفه وتقلباته الانتهازية.

وكان بونيف قد أعلن في السنة نفسها اعتزاله العمل الصحفي وإنهاء ما سماه “معاركه مع الإعلام المغربي”، قبل أن يعود مجددًا بخطاب عدائي، ما يؤكد أن قراراته وتحركاته ليست سوى ردود أفعال انفعالية تحركها الحسابات الشخصية لا المبادئ المهنية.

إن تصريحات بونيف الأخيرة ليست سوى امتداد لنهج الدعاية الجزائرية التي تحاول عبثًا التشويش على النجاحات الدبلوماسية التي يحققها المغرب في ملف الصحراء، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية واستمرار دعمها للحكم الذاتي كحل واقعي وسلمي.

وبين الارتباك والتناقض، يبقى مصطفى بونيف نموذجًا صارخًا لـ“الصحفي المأجور” الذي باع المهنية بثمن بخس، وجعل من نفسه أداة بيد جنرالات المرادية في معركتهم الخاسرة ضد المغرب ووحدته الترابية.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً