هبة بريس – الدار البيضاء
في سجل الدبلوماسية المغربية، يبرز إسم عمر هلال، المندوب الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، كشخصية محورية ومؤثرة في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.
لقد أثبت هلال من خلال مواقفه ومداخلاته المتكررة في أروقة المنظمة الدولية أن الدبلوماسية المغربية ليست مجرد شعارات، بل استراتيجية متكاملة تجمع بين الحنكة، الإقناع، والتمسك بالحق.
خلال السنوات الأخيرة، واجه هلال تحديات كبيرة على مستوى الأمم المتحدة، من محاولات تضليلية من بعض الأطراف إلى حملات إعلامية تهدف إلى تشويه صورة المغرب، ومع ذلك، تعامل مع كل ذلك بصبر وثبات، معتمدا على الحجج القانونية والتاريخية والسياسية، ليظهر للعالم أن المغرب يقف على أرضية صلبة في دفاعه عن وحدته الترابية.
تصاعدت شهرة هلال خلال جلسات مجلس الأمن الأخيرة، حيث لعب دورا أساسيا في شرح مضامين مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء.
مداخلاته لم تكن مجرد كلمات، بل كانت بيانات مدروسة بعناية، تؤكد الالتزام المغربي بالحوار، وتبين للعالم أن الحل المغربي قائم على التنمية والاستقرار وضمان الحقوق الأساسية لجميع السكان.
قدرة عمر هلال على المزج بين الدبلوماسية الحازمة واللباقة في الطرح جعلت صوته مسموعا ومؤثرا بين زملائه في الأمم المتحدة، وأكسب موقف المغرب دعما دوليا متزايدا من القوى الكبرى والدول الصديقة، فقد استطاع أن يحول كل محاولة لتعطيل المسار الأممي إلى فرصة لتوضيح الحقائق، وتفنيد المواقف غير الواقعية، وإبراز مدى مصداقية الموقف المغربي.
اليوم، بعد القرار الأخير لمجلس الأمن الداعم لمقترح الحكم الذاتي، يظهر جليا الدور الكبير الذي لعبه عمر هلال في إنجاح الجهود الدبلوماسية المغربية، ورفع مستوى التأثير المغربي على المستوى الدولي، إنه مثال حي على الدبلوماسي الذي يملك القدرة على الدفاع عن وطنه بقوة وشراسة، دون أن يفقد توازنه، أو احترافيته في التعامل مع التعقيدات الدولية.
عمر هلال ليس مجرد مندوب دائم، بل رمز للدبلوماسية المغربية المعاصرة، الرجل الذي جعل العالم يسمع صوت المغرب بوضوح، ويقف إلى جانبه في تأكيد مغربية الصحراء، تحت راية واحدة وشعار خالد: الله – الوطن – الملك.

0 تعليقات الزوار