هبة بريس – الدار البيضاء
منذ أكثر من قرنين، كتب المغرب صفحة مشرقة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، عندما كان أول دولة في العالم تعترف باستقلال أمريكا عام 1777، فقد سمح السلطان محمد بن عبد الله للسفن الأمريكية بالدخول إلى الموانئ المغربية بحرية في خطوة جسدت روح الصداقة والاحترام المتبادل بين الشعبين.
هذا الاعتراف التاريخي تم تعزيزه رسميا بتوقيع معاهدة السلام والصداقة عام 1786، ليرسى بذلك أساس لعلاقات دبلوماسية مستقرة مستمرة حتى اليوم بسن المملكة المغربية و الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي العصر الحديث، جاء موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليظهر أن التاريخ لم ينس، وأن الصداقة الحقيقية تترجم إلى مواقف عملية، فقد قدم ترامب مبادرة أممية لدعم مغربية الصحراء، خطوة أنهت كل المزاعم الانفصالية والطروحات التي كانت تروجها الجزائر وصنيعتها البوليساريو، مؤكدة على التزام الولايات المتحدة بدعم الحقوق المشروعة للمملكة المغربية.
هذا الدعم لم يكن مجرد موقف سياسي عابر، بل تجسيد لامتداد تاريخي للعلاقات المغربية الأمريكية القوية و المتجذرة، و يوضح أن التقدير للجميل يمتد عبر الأجيال.
ترامب، عبر هذه المبادرة، لم ينس جميل المغاربة الذي بدأ منذ الاعتراف الأول بالولايات المتحدة، وأثبت أن الصداقة بين الدول ليست شعارات، بل مواقف عملية ملموسة على الساحة الدولية.
اليوم، بفضل هذا التاريخ العريق والدعم الأمريكي المعاصر، يعزز المغرب مكانته الدولية ويؤكد للعالم أن وحدته الترابية حق ثابت لا يمكن المساس به، وأن الأصدقاء الحقيقيين يظهرون قيمتهم عندما تتقاطع المبادئ التاريخية مع مواقف اليوم العملية.

0 تعليقات الزوار