هبة بريس ـ محمد الهروالي
كشفت شهادات تاريخية موثقة ان مدينة آسفي عاشت عبر قرون كوارث طبيعية متكررة بسبب فيضانات وادي شعبة .
و خلفت الفيضانات حسب هذه الشهادات خسائر بشرية ومادية جسيمة وغيرت ملامح المدينة.
و أوردت هذه المعطيات في روايات الفقيه الكنوني و أعيد نشرها ضمن مادة تاريخية حول مدينة آسفي على موقع متخصص في تاريخ يهود المغرب.
و سجلت الروايات في سنة 1647 فيضانا عنيفا دخل من باب شعبة بعد صلاة العشاء حيث أغرقت المياه أحياء واسعة ودمرت أسوارا ومحلات ومنازل قريبة من السوق.
و وثقت الشهادات أيضا في سنة 1791 فيضانا ليليا ضرب المدينة اثناء نوم السكان أسفر عن اكثر من مائة وفاة مع خسائر مادية كبيرة.
و رصدت المصادر في سنة 1855 فيضانا ناتجا عن امتزاج مياه الامطار بمياه البحر و أضطرت الساكنة الى إستعمال القوارب وارتبط الحدث باسم “عيسوط” و هو اسم الضحية الوحيدة .
و عرفت المدينة سنة 1927 واحدا من أعنف الفيضانات إذ اخترقت المياه المسجد الكبير ومؤسسات دينية اخرى وخلفت قتلى ودمارا واسعا.
و أكدت هذه الشهادات أن وادي شعبة ظل عبر القرون مصدرا دائما للخطر على مدينة آسفي.
و احتفظت الذاكرة الجماعية بهذه الاحداث باعتبارها جزءا من تاريخ المدينة.
و ربط باحثون بين هذه الوقائع وتداول كلمة “اسيف” الامازيغية التي تعني الوادي.
و عكس هذا الارتباط عمق حضور الفيضانات في الوعي المحلي.

0 تعليقات الزوار