هبة بريس – أحمد المساعد
تسجل أشغال تعلية سد “محمد الخامس”، المنشأة المائية الاستراتيجية على واد ملوية بالجهة الشرقية، تقدما ملحوظا، حيث وصلت نسبة الإنجاز الإجمالية للمشروع إلى حوالي 65.5%. ويأتي هذا المشروع الطموح ليدعم بشكل حاسم جهود تعزيز الأمن المائي، وتوفير الموارد المائية اللازمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في المنطقة.
ويُعد سد محمد الخامس، الذي يلعب دورا محوريا في تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، سقي الأراضي الفلاحية، وإنتاج الطاقة الكهرومائية، أحد أهم ركائز البنية التحتية المائية في الشرق. ومع تزايد الضغط على الموارد المائية وتناقص سعة حقينة السد الأصلية نتيجة ظاهرة التوحل، برزت عملية التعلية كضرورة حتمية لضمان استمرارية الإمداد المائي وتأمين إنتاج الطاقة.
وتتواصل عمليات التعلية، حيث تم الانتهاء كليا من جميع أعمال الخرسانة المدكوكة في الضفتين والمنطقة الوسطى. كما يشهد مفرغ الحمولات تقدما كبيرا مع استمرار العمل على الدعامات والممرات الجديدة. وفي سياق الأعمال التفصيلية، بلغت نسبة خرسنة مأخذ مياه الشرب 98%، فيما تتسارع الأشغال بمأخذ معمل إنتاج الطاقة الكهرومائية، مع إنجاز جدار الحماية ضد التسربات.
إلى جانب ذلك، شملت الإنجازات تمديد قنوات مفرغ القعر وإنشاء قاعات التحكم الخاصة بها، في حين وصلت أشغال الثقب والحقن إلى نسبة 65%. كما تم الانتهاء من أعمال الحفر والخرسنة في أنفاق الضفة اليمنى (بطول 165 متراً)، وتتواصل الأعمال في أنفاق الضفة اليسرى (بطول 74 متراً).
وعلى صعيد التجهيزات، بلغت نسبة تقدم التجهيزات الهيدروميكانيكية والإلكتروميكانيكية حوالي 62%. كما سجل مشروع تحويل الطريق الإقليمية رقم 6028 نسبة إنجاز وصلت إلى 95%، ما سيُسهم في تيسير حركة المرور وتفادي الإشكاليات المرتبطة بالمسار القديم.
ويهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى رفع السعة التخزينية الإجمالية للسد إلى 981 مليون متر مكعب، مما سيمكن الجهة الشرقية من تلبية احتياجاتها المتنامية من المياه لمختلف القطاعات (الساكنة، الفلاحة، الصناعة)، ومواكبة الدينامية الاقتصادية والاجتماعية المستمرة.
يُشار إلى أن علو السد فوق الأساس بعد التعلية سيصل إلى 76 مترا. ويتم تنفيذ عملية التعلية باستخدام تقنية الخرسانة المدكوكة، وهي تقنية حديثة تضمن الصلابة والمتانة العالية في تحمل الضغط المائي. ومن الجدير بالذكر أن جميع مراحل هذا المشروع الضخم تُنفذ بكفاءات وأياد مغربية خالصة (100%)، ما يُعزز مكانة الخبرة الوطنية في مجال بناء وتطوير السدود الكبرى.
0 تعليقات الزوار