هبة بريس – شفيق عنوري
اعتبر المحلل السياسي المغربي سمير بنيس، أن الرسالة التي بعثتها جبهة “البوليساريو” إلى رئيس مجلس الأمن، مجرد محاولة جزائرية لتخفيف الضغوطات الغربية عليها لقبول حل نزاع الصحراء، مبرزاً أنها “تثير الشفقة وتظهر حجم اليأس الذي وصلت إليه” الجبهة الانفصالية.
وقال بنيس، وهو أكاديمي وكاتب مغربي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن البوليساريو “سُخرت منذ تأسيسها لخدمة أجندة النظام الجزائري، الذي بدوره خُلق من أجل خدمة المنظومة الاستعمارية”.
وأضاف أنه سبق له الحديث بإسهاب في كتابه المعنون بـ”وهم تقرير المصير” الذي نشر السنة الماضية باللغة الإنجليزية، عن “التغير القانوني الذي طرأ على الملف منذ نهاية عام 2002 وعلى وجه الخصوص منذ أن اعتمد مجلس الأمن القرار 1754، الذي أصبح هو المرجع القانوني الرئيسي لحل النزاع”.
وتابع أنه شرح بموضوعية “لا متناهية ومن منظور القانون الدولي والقانون الدولي العرفي أن قرارات الجمعية العامة والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام 1975، التي ظلت الجزائر تستعملها كورقة لإيهام الرأي العام الدولي بمشروعية موقفها قد عفا عليها الزمن ولم تعد ذات أي قيمة قانونية فيما يتعلق بالنزاع”.
وشدد بنيس على أن هذا الأمر، هو الواقع الجديد للنزاع مهما حاول بعض الأكاديميين قول خلاف ذلك”، متابعاً: “كما قلت بكثير من الثقة أن مخطط الحكم الذاتي المغربي أصبح هو الحل الوحيد للتوصل لحل نهائي للنزاع وأن حصوله على دعم الغالبية العظمى من الدول المؤثرة في المنتظم الدولي أصبحت مسألة وقت”.
لكن، يوضح المحلل السياسي نفسه، أنه “عوض أن يقوم النظام الجزائري بالتقاط الرسائل السياسية والقانونية التي تضمنتها كل القرارات التي اعتمدها مجلس الأمن منذ تلك السنة، ارتكبت الجزائر خطاً استراتيجيا حينما قررت تبني سياسة النعامة”.
ونبه بنيس في هذا السياق إلى أن الجزائر، كان بإمكانها “أن تنقذ ماء الوجه وأن توفر على نفسها الكثير من المليارات ومن الرأسمال الدبلوماسي والسياسي الذي استثمرته هباءً لخدمة أجندتها الانفصالية، وأن تجلس لطاولة التفاوض مع المغرب منذ عدة سنوات للتوصل لحل سياسي لا غالب ولا مغلوب فيه”.
وبدل ذلك، يقول بنيس، استمرت الجزائر “في غيها وفي غرورها ظناً منها أنه كان بإمكانها قلب الطاولة على المغرب وتقويض الاختراقات الدبلوماسية الحاسمة التي حققها على مدى العقدين الماضيين”، متابعاً أنه نتيجة ذلك، “ها هو النظام الجزائري يحاول إيهام المجتمع الدولي، مرة أخرى، أنه ليس معنياً بالنزاع، أنه ليس الطرف الرئيسي الذي خلقه وأطال أمده وأن المسألة بيد البوليساريو”.
واسترسل المحلل السياسي، أن الرسالة التي وجهها رئيس جبهة “البوليساريو” الانفصالية إلى رئيس مجلس الأمن، ليست سوى “محاولة بائسة من الجزائر للتخفيف من الضغط الذي تتعرض له في هذه الفترة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى لحملها على التوصل لحل سياسي يحفظ لها ماء الوجه ويضع حداً نهائيا لهذا النزاع”.
0 تعليقات الزوار