هبة بريس – أحمد المساعد
شهد المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، يوم الخميس 23 اكتوبر الجاري، اختتام فعاليات “الأيام التحسيسية للتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية”، والتي أقيمت تزامنا مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء.
ونجحت هذه الأيام في تحقيق صدى واسع، متجاوزة الهدف المرسوم، حيث سجلت إدارة المركز أكثر من 120 موظفا متبرعا بأعضائهم بعد الوفاة، في سابقة تعكس روح التضحية والإيثار.
وتميزت فعاليات الاختتام بحضور وازن لعدد من الشخصيات الرسمية والعلمية، على رأسهم العلامة مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي لجهة الشرق، و الأستاذ علي أحنين نائب رئيس المحكمة الابتدائية، ومدير المركز الإستشفائي، بالإضافة إلى كوكبة من الأساتذة الدكاترة ورؤساء الأقسام.
وقد أبرز المنظمون، أن هذا اليوم يمثل تتويجاً لأيام من العمل التحسيسي المكثف الذي شهد مشاركة واسعة من الزوار ومستخدمي المركز على اختلاف فئاتهم: الإداريين، التقنيين، الأطباء، والممرضين، الذين “أجمعوا على انخراط مسؤول” ودعمهم الكامل لقضية التبرع.
وفي خطوة رمزية ومسؤولة، أعلن المركز عن فتح “سجل رمزي” لتسجيل الراغبين في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة في صفوف الموظفين. ولم تمض سوى “صبيحتان” حتى فاق عدد المسجلين المئة والعشرون متبرعاً.
واعتبرت إدارة المركز هذا الرقم “مدعاة للفخر والاعتزاز”، ودليلاً قاطعاً على الروح الإنسانية العالية، مؤكدة أن رجال ونساء الصحة في المركز، بالرغم من المجهودات اليومية الجبارة في مصلحتهم، قطعوا اليوم “وعداً بالاستمرار في إنقاذ الأرواح حتى بعد الوفاة”، متمنين دوام الصحة والعافية للجميع.
كما ان الأيام التحسيسية لم تقتصر فقط على الأنشطة التوعوية المباشرة، بل تخللتها لمسة إبداعية موازية، حيث تم تنظيم معرض فني ضم مجموعة من اللوحات الإبداعية التي أضفت طابعاً جمالياً على المكان. وأكدت هذه المبادرة أن الفن والفنانين يشكلون ركيزة أساسية في نشر الوعي وبناء الثقافة المجتمعية.
كما تم إنجاز جدارية فنية رائعة تجسد معاني التبرع بالأعضاء، أبدعتها أنامل طلبة المعهد الوطني للفنون الجميلة بالتعاون مع فنانين آخرين.
وفي الختام، وجه المنظمون “جزيل الشكر والعرفان” لكل من ساهم في إنجاح هذه الأيام، وعلى رأسهم طلبة المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، وطلبة الطب من داخل الاتحاد الثقافي لطلبة الطب، على انخراطهم الفعال، بالإضافة إلى “مسؤولي المركز وجنود الخفاء”. كما كان للثنائي في “مصلحة التواصل” نصيب من الشكر والتقدير، لدورهما المحوري في تنظيم الحدث.
وختاماً للفعاليات، أُطلقت دعوة صادقة موجهة للجميع، فاعلين ومواطنين وأطر صحية، لـ “تجعلوا من التبرع بالأعضاء ثقافة راسخة وسلوكاً مواطناً”، مؤكدين أن “لا يوجد عطاء أسمى من أن تهب الحياة للآخر”.
0 تعليقات الزوار