تعاون مغربي يُمكّن إسبانيا من تفكيك شبكتين لتهريب المخدرات

هبة بريس – شفيق عنوري

تمكنت الشرطة الوطنية الإسبانية، في ظرف ثلاثة أيام، من تفكيك منظمتين إجراميتين تنشطان في تهريب الحشيش إلى أوروبا عبر شاحنات مبردة تصل إلى ميناء الجزيرة الخضراء، وذلك بفضل تعاون المغرب.

وقال موقع “elpais” إن العملية التي أدت لتوقيف 20 شخصا، جاءت بتعاون مع السلطات الأمنية والقضائية المغربية، مضيفاً أن الموقوفين وُضعوا في السجن بتهم تتعلق بالاتجار بالمخدرات والانتماء إلى منظمة إجرامية.

وأضاف المصدر نفسه أن التحقيقات كشفت أن المخدرات كانت تُخفى في تجاويف مزدوجة داخل الجزء الخلفي من المقطورات، مموهة بصناديق من الفلفل الأخضر لتجنب الانكشاف في التفتيشات الجمركية.

وأوضح الموقع الإسباني نفسه أنه تم اعتراض الشاحنات في كل من قادس وغرناطة، حيث كان المهربون يخططون لاستخراج البضاعة تمهيداً لتوزيعها لاحقاً.

وأردفت “إلباييس” أن التحقيق أشرفت عليه النيابة العامة الخاصة بمكافحة المخدرات في الجزيرة الخضراء، منذ بدايته، بتعاون وثيق مع الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة والمديرية العامة للأمن الوطني المغربي، مبرزةً أن السلطات المغربية كانت قد نبهت إلى وجود شبكات تسعى لنقل شحنات كبيرة من الحشيش إلى أوروبا بواسطة شاحنات مبردة محملة بالخضر.

وذكر المصدر نفسه أنه بعد التحريات الأولى، تمكن المحققون من تحديد موقع إحدى الشاحنات فور وصولها إلى ميناء الجزيرة الخضراء، ونفذوا عملية أمنية في 21 أكتوبر انتهت باعتراضها داخل مزرعة في بلدة سانلوكار دي باراميدا (قرب قادس)، أثناء شروع أفراد العصابة في تفريغ الحمولة.

وأثناء الرحلة، يوضح المصدر، كان أفراد من الشبكة يقومون بعمليات مراقبة مضادة على متن سيارات صغيرة، لتحذير المهربين من أي وجود أمني، مسترسلاً أن الشرطة عثرت بعد تفتيش الشاحنة على أكياس من الخيش تحتوي على 12 طناً من الحشيش مخبأة خلف عشرات صناديق الفلفل الأخضر.

وبحسب التقرير نفسه، فقد أسفرت هذه العملية عن توقيف 15 شخصاً أُحيلوا إلى القضاء وأُودعوا الحبس الاحتياطي بتهمة الاتجار بالمخدرات والانتماء إلى منظمة إجرامية، متابعاً أن السلطات رصدت بعد أقل من 72 ساعة، شاحنة أخرى قادمة من طنجة ومتجهة نحو الجزيرة الخضراء.

وأردف المصدر نفسه أن الشرطة قامت بمتابعة الشاحنة إلى مستودع صناعي في شمال غرناطة، حيث تأكد للمحققين أن العصابة تستعمل سيارات “استطلاع” لاكتشاف الحواجز الأمنية، مضيفاً أنه بتفتيش المقطورة، تم العثور على 8 أطنان من الحشيش مخبأة خلف صفوف من صناديق الفلفل وبنية خشبية معدة خصيصاً للإخفاء، ليتم توقيف خمسة أشخاص آخرين أُرسلوا بدورهم إلى السجن بالتهم نفسها.

وبالمجمل، يقول المصدر، صادرت الشرطة تسع مركبات بين شاحنات ومقطورات وشاحنات صغيرة وسيارات خفيفة، إضافة إلى مسدس آلي وأكثر من سبعة آلاف يورو نقداً، موضحاً أن جزء من المخدرات كان مجهزاً للبيع في عبوات صغيرة مغلفة بألوان زاهية تُشبه الحلوى، في محاولة من المهربين لاستهداف فئة الشباب.

وتُضاف هاتان العمليتان، حسب المصدر، إلى سلسلة من التدخلات المشتركة التي تُبرز فعالية التعاون الأمني بين إسبانيا والمغرب، القائم على الثقة المتبادلة والالتزام المشترك بمحاربة الشبكات الدولية للاتجار بالمخدرات، مختتماً أن السلطات في البلدين أكدتا أن هذا التعاون كان حاسماً في الحد من تهريب الحشيش عبر مضيق جبل طارق، الذي يُعد من أبرز نقاط العبور نحو أوروبا.