أكادير .. رحل الإمام عبد الله العلوي الذي يبصرنا بقلبه

حجم الخط:

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

بقلوب يعتصرها الحزن، وعيون تفيض دمعًا، ودع سكان حي التمديد بالداخلة بأكادير أحد رجال الله الصالحين، الإمام سيدي عبد الله العلوي، الذي فارق الحياة ب ” سكتة قلبية” بعد أداء صلاة الظهر يوم الأربعاء 21 أكتوبر، كما عاشها دائمًا… في محراب الطاعة وسجادة الخشوع، ساجدًا لله.

في ذلك المسجد الذي صار يعرف بـ “مسجد البصير”، لأنه كان يؤم الناس فيه رجل لا ترى الدنيا بنور عينيه، لكنها أشرقت بنور قلبه، سكنت صوته تلاوات من السماء، وعمّ خشوعه زوايا المكان حتى صار المصلون يرون في صوته بصيرتهم، وفي حضوره بركة أوقاتهم.

رحل الإمام الذي أبصر القلوب بصدق الإيمان، لا بمرأى العيون. كان عبد الله العلوي – كما أجمع عليه أهل الحي – مدرسة في السلوك والانضباط والورع. لم يكن إمامًا فحسب، بل كان أبًا روحانيًا، ومعلّمًا للسكينة، يبث في القلوب حب القرآن، ويزرع في النفوس معنى الطمأنينة.

من فوق منبر مسجد أحد، أبدع الراحل في خطبه التي كانت مزيجًا من الحكمة والرحمة، يشد بها الأسماع والعقول قبل أن توحد الخطبة، ويملأ رمضان بأنفاس الإيمان ودروس النور التي كان يلقيها بتواضع العلماء ونقاء الأولياء.

ولأن الوفاء لا يموت، فقد دعا سكان الحي والمحبون إلى تسمية المسجد باسمه، تكريمًا وعرفانًا للرجل الذي طبع المكان ببصيرته وخلّد أثره بصوته، ليكون اسمه “مسجد الإمام عبد الله العلوي (البصير)” شاهدًا على سيرة منيرة وعمرٍ قضاه في خدمة بيوت الله.

ستقام صلاة الجنازة على الإمام الراحل عقب صلاة الظهر يوم غد الخميس بمسجد أحد، حيث كان إمامًا وخطيبًا، ليُشيَّع في موكب إيماني مهيب يليق بمن عاش عمره في رحاب القرآن، ورحل على هيئته، ساجدًا لربه.

إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله الإمام عبد الله العلوي، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وجزاه عن حي التمديد وأكادير والأمة خير الجزاء، وجمعه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً