هبة بريس-يوسف أقضاض
انتقل الإعلامي الجزائري حفيظ الدراجي فجأة من معلق رياضي يُشيد بلاعبين عالميين مثل ميسي ورونالدو، إلى ما يُسمّى محللاً سياسياً وباحثاً في العلاقات الدولية، دون امتلاكه الشواهد أو المؤهلات العلمية اللازمة لممارسة هذا الدور.
ونشر الدراجي تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي، حاول من خلالها تقديم قراءة مغلوطة لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير حول الصحراء المغربية، في محاولة لتضليل الرأي العام الجزائري وفق أجندات النظام الحاكم، بعيداً عن الواقع الدبلوماسي والقانوني.
وتساءل متابعون عن تناقض مواقف الدراجي، الذي يتحدث في تدويناته عن الإسلام ويستدل بآيات قرآنية، بينما يناقض تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم في حسن الجوار، بمحاولاته التشويهية تجاه بلد جار مسلم ومحاولة تقسيمه، في تحوّل مفاجئ بين مؤيد سابق للنظام الجزائري إلى صوت يصدح باسم قيادة الجيش.
وجاء قرار مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي ليعكس دعم المجتمع الدولي المتزايد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، بعد تصويت ثلاثة من الأعضاء الدائمين لصالح القرار وامتناع كل من روسيا والصين عن استخدام حق النقض “الفيتو”، تقديراً واحتراماً لجهود المغرب بقيادة الملك محمد السادس في السعي إلى حل سياسي واقعي ومستدام للنزاع المفتعل حول الصحراء.
ويؤكد القرار، بلغة دبلوماسية دقيقة، مرجعية الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كخيار جاد لإنهاء النزاع، ما يمثل مكسباً سياسياً ودبلوماسياً للمملكة. ومع ذلك، تحوّل النقاش حول القرار في بعض وسائل الإعلام إلى تفسير مغرض وانتقائي، بعيد عن التحليل الرصين القائم على النصوص القانونية والمرجعيات الأممية.
ويبدو أن الدراجي، الذي انتقل من التعليق الرياضي إلى التحليل السياسي دون أدوات علمية أو خبرة مهنية، حاول تشويه الحقائق والتقليل من الدعم الدولي للمبادرة المغربية.
فالإشارة حسب المعلق الرياصي دراجي، عفوا المحلل السياسي بين عشية وضحاها إلى أن القرار “غير ملزم” أو أنه “لا يعترف صراحة بمغربية الصحراء” لا تلغي الحقيقة الأساسية: أن المجتمع الدولي يرى في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية حلاً واقعياً ومقبولاً وعلى أساسه يجب أن يكون الحل.
وتبرز هذه التطورات أهمية الالتزام بالموضوعية الإعلامية في نقل الحقائق، بعيداً عن خلفيات أيديولوجية أو أجندات إقليمية ضيقة.

0 تعليقات الزوار