لقاء تشاوري بقلعة السراغنة حول الجيل الجديد من برامج التنمية المندمجة

حجم الخط:

هبة بريس

انعقد اليوم الجمعة بمقر عمالة إقليم قلعة السراغنة، لقاء تشاوري موسع خُصص لإعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة.

ويندرج هذا اللقاء التي ترأسه عامل الإقليم سمير اليزيدي، بحضور الكاتب العام لعمالة الإقليم، ورؤساء المصالح الخارجية، وبرلمانيين ومنتخبين محليين وإقليميين، ورجال السلطة وممثلي المجتمع المدني، في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب عيد العرش، الداعية إلى إعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، يقوم على تثمين الخصوصيات المحلية ومبادئ التكامل والتضامن بين المجالات الترابية.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد اليزيدي على أن المغرب يعيش اليوم مرحلة انتقالية نحو نموذج تنموي جديد يرتكز على إرساء العدالة المجالية، وتقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة من خلال مقاربة تشاركية تدمج مختلف الفاعلين المحليين، ويضع المواطن في صلب السياسات العمومية مرتكزا على أولويات واضحة بناء على تشخيص دقيق للاحتياجات والإمكانيات المحلية ومشاريع ذات تأثير ملموس.

واستعرض في هذا السياق، أهم المشاريع المبرمجة بالإقليم وخاصة، إنجاز الطريق السريع الرابط بين مراكش وقلعة السراغنة، ومشروعي تحويل وبناء السوق الأسبوعي وسوق الخضر والفواكه بالجملة بمدينة قلعة السراغنة وفق معايير بيع عصرية، وكذا إنجاز المطرح الإقليمي لطمر وتثمين النفايات المنزلية، بالإضافة إلى تأهيل مطارح للنفايات بمدن قلعة السراغنة والعطاوية تملالت وسيدي رحال، وإنجاز مشروع المجزرة الجماعية بمواصفات عصرية، وبرمجة إنجاز الطريق السيار الذي سيعبر الإقليم.

وبخصوص قطاع الماء، أبرز عامل الإقليم أنه لمواجهة الاجهاد المائي وتلبية حاجيات الساكنة من هذه المادة الحيوية، تم نهج حلول مبتكرة لتنويع مصادر الموارد المائية واستخدام موارد غير تقليدية، مؤكدا على ضرورة التفكير بشكل استباقي في إحداث منطقة لوجستية بالإقليم تستجيب لمتطلبات الحركية الاقتصادية المستقبلية وحاجيات النقل والتوزيع والتخزين.

ولضمان نجاح هذا الورش الملكي الرامي إلى صون كرامة المواطن وترسيخ العدالة المجالية، دعا اليزيدي المجتمع المدني للمساهمة الفعالة للتعبير عن احتياجاته مع تحديد الأولويات والانخراط الفعلي، الجاد والمسؤول من طرف جميع الفاعلين المحليين في أفق بلورة رؤية مشتركة للتنمية المندمجة بخصوصيات محلية ترقى إلى تطلعات وانتظارات المواطنين.

وتميز هذا اللقاء بتقديم عروض من قبل أطر بعمالة الإقليم ورؤساء المصالح الخارجية المعنية، تمحورت حول فرص الاستثمار بالإقليم والدينامية التنموية التي يشهدها، وحصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مدى 20 سنة على مستوى الإقليم، وكذا إشكالية الماء، والأراضي السلالية بقلعة السراغنة كرافعة مهمة للتنمية.

وشكل هذا اللقاء فضاء للتبادل بالنسبة للفاعلين المحليين بهدف الانصات والتشاور وتقاسم الرؤى والبحث عن حلول مبتكرة وآليات عملية كفيلة بتجاوز الصعوبات التي تعيق تحقيق التنمية المحلية المنشودة.

وفي ختام هذا اللقاء التشاوري اتفق المشاركون على مواصلة هذه اللقاءات على مستوى الجماعات الترابية بالإقليم لتمكين الفاعلين المحليين من التعبير عن احتياجاتهم وتصوراتهم لتنمية محلية مندمجة.

وسيتوج هذا المسار بتنظيم ورشات موضوعاتية تهم قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والشغل لتحويل الأفكار إلى مشاريع واقعية ذات الأثر الملموس والقابلة للتنفيذ في آجال محددة.

وستعقب هذه الورشات جلسة ختامية سيتم خلالها عرض مجموع التوصيات التي تمخضت عن أشغال مختلف الورشات للخروج بمشاريع عملية ومحددة تشكل منطلقا لتنمية محلية مندمجة ومستدامة على الصعيد الإقليمي.

(ومع)

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً