هبة بريس – محمد زريوح
شهدت الدورة الاستثنائية للمجلس الإقليمي للناظور، المنعقدة اليوم الخميس 11 دجنبر، لحظة توتر غير مسبوقة بين رئيس المجلس، سعيد الرحموني، وعضوة فريق المعارضة، دينة أحكيم، وذلك خلال نقاش حاد حول طريقة توزيع الدعم المخصص للجمعيات الرياضية بالإقليم. هذا التوتر جاء في وقت حساس، حيث تقترب الانتخابات ويزداد التنافس السياسي بين الأطراف المختلفة.
البداية كانت عندما طلبت أحكيم من الرئيس تقديم توضيحات حول معايير توزيع الدعم، وخصوصًا حصة الرياضات الفردية من الغلاف المالي المخصص، مشيرة إلى وجود غموض في العملية وأن بعض الجمعيات لا تتلقى الدعم بشكل عادل. الرد على هذا الطلب من قبل الرحموني كان حادًا، حيث اتهم العضوة بالبحث عن الإثارة وافتعال الجدل، وهو ما أشعل الموقف بين الطرفين.
ردود الرئيس كانت قاسية، حيث قال: “الله يهنيك”، وهو ما اعتبرته أحكيم إهانة غير مقبولة بحقها كممثلة منتخبة، فانتفضت قائلة: “ما رانيش فدار باك باش تقولي الله يهنيك… أنا عضوة منتخبة وجيت بالانتخابات وماشي أنت لي جبتني هنا”. هذا التراشق اللفظي دفع بعض الأعضاء للتدخل في محاولة لتهدئة الأجواء، ولكن أحكيم اختارت مغادرة القاعة، مما أضفى حالة من الارتباك على الدورة.
الواقعة أظهرت أيضًا تزايد الشكوك حول طريقة توزيع المنح المخصصة للجمعيات الرياضية، خاصة في الآونة الأخيرة، حيث يطمح العديد من السياسيين لاستغلال هذه الفرصة لكسب العاطفة وجذب مزيد من التأييد في الفترة التي تسبق الانتخابات. ما يزيد من تعقيد الموقف هو أن الجمعيات المستفيدة من هذا الدعم لم يتم الإعلان عنها بشكل علني من طرف المجلس الإقليمي للناظور، مما يثير تساؤلات حول مدى شفافية وموضوعية العملية.
هذه الواقعة لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل كشفت عن توترات مستمرة داخل المجالس المنتخبة في هذه الفترة التي تسبق الانتخابات. العديد من الملاحظات تشير إلى أن مثل هذه الحوادث باتت جزءًا من السيناريو المعتاد في بعض المجالس، حيث يسعى بعض الأعضاء للظهور إعلاميًا وكسب التأييد الشعبي من خلال خلق أجواء مشحونة بالتراشق والاتهامات، بدلًا من التركيز على القضايا التي تهم المواطنين.
مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، تزداد حدة التنافس بين مختلف الفرق السياسية، مما يعكس غياب آليات فعّالة للتعامل مع الخلافات داخل المجالس المنتخبة.
هذا الوضع يثير القلق بشأن تأثير هذه الخلافات على سير العمل والتفاعل الجاد مع قضايا الساكنة، ويعكس أيضًا الحاجة الماسة إلى إصلاحات مؤسساتية لتجنب استغلال مثل هذه الدورات للمكاسب الشخصية على حساب المصلحة العامة. فهل سيتدخل عامل إقليم الناظور لوقف هذه المهزلة التي تتكرر مع اقتراب كل انتخابات؟ أم ستستمر هذه الممارسات في التقليل من قيمة العمل السياسي داخل المجالس المنتخبة؟

0 تعليقات الزوار