وجدة.. يوم تحسيسي يناهض العنف ضد النساء ويركز على الأبعاد الرقمية والنفسية

حجم الخط:

هبة بريس – أحمد المساعد

​نظمت جمعية شروق للصحة النفسية بشراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة وماستر “مهن العمل الاجتماعي في سياق التحول الرقمي” بجامعة محمد الأول، يوما تحسيسيا وتوعويا، وذلك في إطار الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء وتزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 دجنبر)، لتعزيز الوعي بالعنف بجميع أشكاله، لاسيما العنف الرقمي، وتسليط الضوء على انعكاساته النفسية والاجتماعية، وسبل الوقاية والحماية.

وشهدت الفعاليات حضوراً نوعياً من فاعلين، طلبة باحثين، مهنيين في الصحة، مختصين، وأمهات مرضى نفسيين وفاعلات جمعويات. ​استهلت الفعاليات بمائدة مستديرة ناقشت الظاهرة من زوايا متعددة:

  • ​المقاربة التشاركية: دعت ذ. أمينة أعراب، رئيسة الجمعية، إلى تنسيق مؤسساتي واعتماد نماذج عالمية لتشكيل “جبهة موحدة ضد العنف”.
  • ​تصحيح المفاهيم النفسية: تناول د. صلاح الدين الجابري، طبيب نفسي، “الاضطراب النفسي والعنف بين الأسطورة والواقع”، مصححاً الأوهام حول الربط بينهما بالأدلة العلمية ومؤكداً على أهمية رفع الوعي.
  • ​التفكيك السوسيولوجي: ناقشت د. رجاء مديوحي، طالبة دكتوراه في علم الاجتماع، انتقال العنف الرقمي بين الفضاء الافتراضي والواقعي، ومبينة أسباب انتشاره وسبل التصدي له.
  • ​الإطار القانوني: استعرضت ذ. فاطمة الزهراء ملحاوي المقتضيات القانونية المغربية لحماية الضحايا من الابتزاز والتحرش، مع إبراز التحديات القانونية أمام تطور الفضاء الرقمي.
  • ​البعد الأخلاقي والمجتمعي: تطرق ذ. ميمون أعراب إلى دور الوعي المجتمعي والجانب الأخلاقي في الحد من الظاهرة والتعامل الإنساني في العلاقات.
    ​اختتمت المائدة بمناقشات غنية وعميقة أثرت النقاش حول الظاهرة.

كما ​شهدت الفترة الزوالية تنظيم ثلاث ورشات عملية وتفاعلية، “تصحيح المفاهيم المتعلقة بالعنف”: أشرفت عليها ذ. كريمة إسلامي، وركزت على التعرف على أشكال العنف، تصحيح التمثلات الخاطئة، وكيفية حماية الذات؛ ​”التعامل مع العنف الخفي”: قدمتها ذ. فاطمة السياعي، وتضمنت عروضاً لحالات عنف خفي وتم البحث عن حلول لها بشكل تشاركي؛ ​”لحظة استرخاء وسلام داخلي”: من تأطير ذ. بشرى بوعمامة، وتضمنت تمارين للتنفس العميق والاسترخاء العضلي والتخيل الإيجابي، كآلية للتعامل مع الضغوط.

و​أسفر هذا اليوم، عن تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها رفع الوعي، تصحيح الأفكار المغلوطة حول المرض النفسي والعنف، إكساب مهارات الحماية النفسية، وتعزيز التعاون بين الجامعة والقطاع الصحي والمجتمع المدني، بالإضافة إلى خلق فضاء آمن للدعم النفسي والاجتماعي.

​أكدت جمعية شروق للصحة النفسية في ختام الحدث على أهمية استمرار التوعية والوقاية، وضرورة توسيع هذه المبادرات مستقبلاً لترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وقيم اللاعنف في المجتمع.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً