أكادير.. بنكيران يرقص على إيقاعات أحواش وسط جدل سياسي لمؤتمر جهوي مفصلي

هبة بريس – عيد اللطيف بركة

أثار مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء اليوم السبت 5 يوليوز الجاي، يظهر فيه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وهو يشارك في رقصة “أحواش” التقليدية خلال زيارته لأكادير، تفاعلات متباينة بين رواد المنصات الاجتماعية، فبينما اعتبر البعض إطلالته خفيفة الظل وعفوية خلال افتتاح المؤتمر الجهوي لحزبه بعاصمة سوس، رأى آخرون في ظهوره هذا نوعاً من محاولة كسب ودّ الشارع السوسي بعد سلسلة من المواقف التي وُصفت بالمستفزة للمنطقة وساكنتها.

وأعاد عدد من النشطاء التذكير بتصريح سابق لبنكيران حين كان رئيساً للحكومة، والذي تساءل فيه بشكل أثار الكثير من الاستهجان: “بشحال كاع كيعيش السوسي؟”، تصريح اعتبرته حينذاك تنظيمات أمازيغية مهيناً ومبخّساً لكرامة المواطن السوسي، ما أجبره لاحقاً على محاولة توضيحه، دون أن يُطفئ الغضب الذي خلفه آنذاك.

لكن رغم هذا الجدل، شهدت مدينة أكادير نهاية الأسبوع الجاري افتتاح أشغال المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة، حيث ألقى بنكيران كلمة أمام مناضلي حزبه، وسط شعارات دعم ومساندة للحزب بعد فترة من التراجع السياسي.

– خطاب العودة إلى النضال

أحمد أدراق، الكاتب الجهوي للحزب بسوس، وأحد المرشحين لولاية جديدة، في كلمته الافتتاحية، أشار إلى أن المؤتمر ينعقد في ظرفية دقيقة تفرض على الحزب مراجعة مشروعه السياسي وتجديد آلياته التنظيمية، مضيفاً أن المواطنين يترقبون خطاباً سياسياً واضحاً ومبادرات فعالة قادرة على استعادة الثقة.

وأشار أدراق إلى أن الوضعية الوطنية تتسم بتراجع حاد في منسوب الثقة في المؤسسات المنتخبة، في مقابل ما وصفه بـ”تغول” عدد من الأطراف وتضييق ممنهج على مناضلي الحزب، وهو ما يحتم بحسب تعبيره العودة إلى خيار النضال الديمقراطي.

– انتقادات للسياسات الحكومية

ولم يفوّت المتحدث الفرصة دون توجيه انتقادات حادة للحكومة ، معتبراً أن السياسات التي تنتهجها أحزاب التحالف الثلاثي الحالي ساهمت في تعميق الفوارق الاجتماعية والهشاشة، خاصة في جهة سوس ماسة، حيث لا تزال مناطق عديدة تعاني التهميش وغياب التنمية.

وأضاف أن المؤتمر الجهوي ليس فقط مناسبة تنظيمية داخلية، بل هو لحظة تقييم للواقع السياسي بالجهة، واستشراف لمستقبل الحزب في ظل تغير الخريطة السياسية، وتراجع الحضور الجماهيري الذي كان يشكل أحد عناصر قوته.

– الحزب في مرحلة مفصلية

ويأتي هذا المؤتمر في سياق وطني متقلب، يتسم بتراجع الأحزاب السياسية التقليدية، وفتور متزايد في تفاعل الشارع مع الخطابات السياسية، ما يجعل من هذا اللقاء الجهوي محطة مهمة في مسار العدالة والتنمية، الذي يسعى إلى استعادة موقعه من خلال ضخ دماء جديدة في هياكله التنظيمية، وتجديد رصيده النضالي الذي تآكل بفعل سنوات التسيير الحكومي.

وإذا كانت رقصة بنكيران قد لفتت الأنظار وأشعلت منصات النقاش، فإن التحدي الحقيقي أمام الحزب، كما يرى بعض المراقبين، يتمثل في القدرة على تقديم أجوبة سياسية واقتصادية ملموسة للمواطن السوسي، الذي يعيش بين مطرقة التهميش وسندان فقدان الثقة في الفاعلين السياسيين.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى