تبون ينسف أسطورة “القوة الضاربة” ويكشف رغبة الجزائر في الوصول لمرتبة “الدول الناشئة”

حجم الخط:

هبة بريس

خرج الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، كعادته، في اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأحد الماضي، ليبشّر شعبه بما سماه “ذكاء التسيير الجزائري”، قائلاً إن “الجزائر لا تُسَيَّر بالتقشف، بل بالتسيير الذكي الذي يعتبر من صميم المشروع الرئاسي المحدد لهدف بلوغ الجزائر مصاف الدول الناشئة, بتحقيق النوعية في مستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.

إهدار ملايير الدولارات على البوليساريو

وربما سيكون صادقاً إذا كان يقصد غياب التقشف في إهدار ملايير البترودولار على تمويل ميليشيات البوليساريو داخل مخيمات تندوف، أو في صفقات السلاح الخيالية مع روسيا والصين والهند.

وفي الداخل، حيث لا منطق يعلو فوق “إنتاجات قصر المرادية”، يُسوَّق هذا “التسيير الذكي” المصنوع في دهاليز الحكم باعتباره جزءاً من مشروع رئاسي يرمي – نظرياً – إلى إدخال الجزائر نادي الدول الناشئة عبر “تنمية اجتماعية واقتصادية نوعية”.

ولم يتوقف تبون عند هذا “الهذيان”، بل واصل تشديده على “ضرورة جعل المواطن في صلب الأولويات” لتحقيق ما يسميه حلولاً “دائمة ونهائية”. وكأن بلداً حصل على الاستقلال منذ أكثر من ستة عقود ولم يتمكن بعد من بلوغ مستوى “الدولة الناشئة”، يحتاج اليوم إلى وعود جديدة لتحقيق هذا الهدف، بعدما كان تبون يزعم أن الجزائر “قوة ضاربة”.

محاولة يائسة لأبواق الجزائر الإعلامية

والمثير للسخرية أن الوزير الأول الجديد، سيفي غريب، القادم من جيجل، لم يجد ما يفتتح به ولايته سوى ترديد ما لقّنه إياه رئيسه: “مهمتي الأساسية خدمة الشعب والعمل على تحسين أوضاعه”. وكأن الشعب الجزائري لم يسمع هذه الأسطوانة المكررة منذ الاستقلال إلى اليوم.

ويأتي ذلك بعد المحاولة اليائسة للأبواق الإعلامية الجزائرية في تصريف حقدها على الرباط، من خلال ادعاء أن الجزائر حققت “انتصاراً عظيماً” على المغرب بمجرد استضافتها للقاءات “الأفرو – أوروبية للمحضرين القضائيين” في نسختها السابعة، فقط لأن الأمين العام لمنظمة اتفاقية لاهاي للقانون الدولي الخاص، كريستوف برناسكوني، سيحضر كضيف شرف.

غير أن الجزائر لم تنتزع هذا الحدث من المغرب، وإنما اعتادت أبواق النظام العسكري النفخ في الوهم، وكأن الأمر يتعلق بمشروع استراتيجي قادر على تغيير ملامح القارة الأفريقية، بينما هو في حقيقة الأمر مجرد لقاء بروتوكولي بلا قيمة.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً