شرطة الخيالة ورواق الـ”DGSN”.. تألق في معرض الفرس الدولي بالجديدة

حجم الخط:

مصباح أحمد – الجديدة

شدت مدينة الجديدة إليها الأنظار من القارات الخمس، خلال الفترة الممتدة من 29 شتنبر 2025، وإلى غاية 05 أكتوبر الجاري، بمناسبة احتضانها معرض الفرس الدولي، المنظم في دورته السادسة عشرة، بفضاء مركز المعارض محمد السادس، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، والذي أعطى صاحب السمو الملكي مولاي الحسن انطلاقة فعالياته، الاثنين 29 شتنبر 2025.

هذا، وحبست هذه التظاهرة ذات “البعد الاجتماعي–الاقتصادي” و”الثقافي–العلمي” و”الرياضي–الاحتفالي”، التي اختير لها شعار: “العناية بالخيل، رابطة وصل بين ممارسات الفروسية”، والتي حظيت بمواكبة إعلامية دولية ووطنية، عبر القنوات الفضائية والرقمية، (قد حبست) طيلة 7 أيام، أنفاس العالم، والمتتبعين والزوار الوافدين، الذين تقاطروا من داخل وخارج أرض الوطن.

شرطة الخيالة.. تألق وإبهار

لقد عودتنا المديرية العامة للأمن الوطني “دي جي إس إن”، على حضورها القوي ومشاركتها الباهرة في معرض الفرس. وهذا ما ترجمته على أرض الواقع في فعاليات الدورة السادسة عشرة، بمشاركتها بثلاثة فرق من شرطة الخيالة، وهي: فرقة المحافظة على النظام العام، على صهوة الخيول الهولندية من فصيلة (Frison)، التي قدمت، في عمل فني مشترك مع شرطة الدراجات النارية رباعية الدفع، عروضا مشوقة على أرضية الحلبة “ب”، والفرقة الرياضية التي أدت بدورها على الحلبة “ب”، عروضا في القفز على الحواجز، والفرقة الاستعراضية التي تألق نجم فارساتها وفرسانها في “أمسية عروض الفروسية” (Nuit Equestre)، بتقديمهم على أرضية الحلبة “أ”، يوم الافتتاح الرسمي لفعاليات المعرض، الاثنين 29 شتنبر 2025، وكذا، مساء الأربعاء والجمعة والسبت 01 – 03 – 04 أكتوبر 2025.

كما تميزت مشاركة المديرية العامة للأمن الوطني، بانخراط جوقة الموسيقيين التي أتحفت، في ساحة المعرض، وفي فضاء قاعة المعارض (Hall Expo)، بمعزوفات حماسية، مقتبسة من أغاني وطنية تغنت، في سبعينيات القرن الماضي، على عهد المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، بأغاني ممجدة للمسيرة الخضراء والوحدة الترابية (ملحمة نداء الحسن – المسيرة الخضراء – صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء..)؛ هذه الروائع والخالدات التي مازال يرددها المغاربة، من مختلف الأجيال، شيبا وشبابا، من مغاربة الداخل، من طنجة إلى لڴويرة، ومغاربة العالم، المتشبعين والمتشبثين أجمعين بثوابت ومقدسات المملكة، التي يختزلها شعارنا الخالد: “الله – الوطن – الملك”.

هكذا، فإن فارسات وفرسان شرطة الخيالة، المنتسبين إلى مدرسة شرطة الخيالة (la Police Montée)، لدى المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، قد تألقوا وأبهروا وسرقوا الأضواء، بشجاعتهم وأدائهم الرائع، على صهوة خيرة الخيول، على أرضية الحلبتين “أ” و”ب”.

إن الحضور المتميز لمدرسة شرطة الخيالة، ومعها قسم شرطة الخيالة، التابعين للأمن العمومي لدى “دي جي إس إن”، لم يكن وليد الصدفة أو الارتجالية.. بل تطلب تحضيرا وتنظيما محكمين. ولعل هذا ما شهدت عليه دورات المعرض السابقة.

الدورة ال11.. موعد مع التاريخ

منذ انخراطها سنة 2013، في الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية، عملت مدرسة الخيالة للشرطة على إنشاء فريق متكون من فرسان أكفاء، يتم تكوينهم بدعم من أخصائيين ومهنيين، ليمثلوا الأمن الوطني أحسن تمثيل في التظاهرات الرياضية في الفروسية.

هذا، وستظل راسخة في الأذهان ذكرى مشاركة فرقة شرطة الخيالة في فعاليات الدورة الحادية عشرة لمعرض الفرس الدولي بالجديدة، المنظمة شهر أكتوبر 2018. حيث كانت هذه الفرقة التي كانت مشكلة من 10 فارسة وفارس، في الموعد مع التألق، ومع التاريخ، من خلال تقديمهم عروضا رائعة في فن الترويض (carrousel)، الذي حمل اسم “الخيول المنيرة” (les chevaux de lumière)، إثر بناء الثقة مع الخيول المروضة؛ هذا العرض الذي كانت فيه الخيول تخترق على أرضية الحلبة “أ” ظلمة الليل، بمصابيح كانت تزينها باللونين الأخضر والأحمر، في رمزية وتجسيد للعلم الوطني. إذ اعتبرت اللوحات التي رسمتها “الخيول المنيرة” من أفضل العروض الفنية في مجال فن الترويض، التي قدمتها أجود الفرق المشاركة، التي قدمت من بلدان ما وراء البحر.

واستحضارا للتألق والتميز في الدورة الحادية عشرة، فقد نالت “الإعجاب” العروض الشيقة والمثيرة، التي قدمتها بدورها فرقة التدخل وفرقة ال(voltige)، التابعتان لمدرسة شرطة الخيالة، على صهوة الخيول المروضة، هولندية الأصل، من فصيلة “frison”. كما أبهرت الفارسة الشرطية، التي شكلت نصف فريق شرطة الخيالة، بشجاعتها وأدائها اللذين خطفا الأضواء، على صهوة خيرة الخيول من أصل أندلسي–إسباني.
وتعود بالمناسبة أول مشاركة للفارسة الشرطية من فرقة الخيالة، في عرض “كاروسيل”، إلى معرض الفرس الذي احتضنت حلبة الفروسية صاحبة السمو الملكي الأميرة للاملكية، بعاصمة دكالة، فعاليات دورته السابعة، شهر أكتوبر 2014.

مدرسة شرطة الخيالة.. مواصفات عصرية

على مساحة 10 هكتارات، شيدت مدرسة شرطة الخيالة، في قلب غابة المعمورة بالقنيطرة، بمواصفات عصرية. حيث إن هندستها المعمارية وبنيتها التحتية تجعلان منها مؤسسة تكوينية، تستجيب للمعاير المعمول بها دوليا في هذا المجال. وتضم هذه المدرسة التجهيزات الضرورية للترويض والتكوين، و164 مربطا للخيول، وعيادة بيطرية، وحلبة للترويض، مساحتها 2400 متر مربع، وحلبة مغطاة للتداريب، مساحتها 1250 متر مربع، ومخزنا للعلف والكلأ.

وقد انطلقت، بحر سنة 2014، أشغال توسعة بعض مرافق مدرسة الخيالة للشرطة، همت بالخصوص بناء حلبة للترويض، بمواصفات أولمبية، على مساحة 1700 متر مربع؛ وهي مجهزة بشرفة خاصة بالحكام، وناد للاستراحة. ناهيك عن تشييد مصحة بيطرية، ومسالك لترويض الخيول بالنظم الآلية. إذ تكمن الغاية من هذه التوسعة، في توفير البنيات التحتية الضرورية لضمان تكوين عصري، يواكب مختلف التحديات الأمنية والشرطية، وخلق مجال مهم لتنظيم مختلف التظاهرات في رياضة الفروسية.

هذا، ويتطلب إدماج الفرس في المنظومة الأمنية تكوينا متينا ومناسبا. وبغية تحقيق هذه الغاية، فإن برامج التكوين المعتمدة في هذه المؤسسة، ترتكز على مبدأ التكامل بين الدروس النظرية والتمارين التطبيقية. وتنظم هذه المدرسة تمارين تخصصية، لفائدة حراس الأمن الذين اختاروا عن طواعية العمل بفرق شرطة الخيالة. حيث يتمكن الفارس المتدرب في نهاية التكوينات، التي تكون مدتها في حدها الأدنى 6 أشهر، وقد تستغرق أحيانا حتى سنتين، من التحكم في قيادة الفرس، وتحضيره لتأدية المهام التي تنتظره، على أكمل وجه.

وتسهر مدرسة شرطة الخيالة كذلك على إعداد دورات تكوينية مستمرة، لفائدة الفرق الجهوية للخيالة التابعة للمصالح الأمنية اللاممركزة، بغية ضمان تأهيلها، والرفع من كفاءاتها المهنية، والرقي بجودة تدخلاتها وأدائها.

وتستلزم الخيول متابعة صحية مستمرة. ومن ثمة، فإن مدرسة الخيالة تتوفر على عيادة بيطرية مجهزة بوسائل الفحص والعلاج الضرورية، يشرف عليها طاقم بيطري متخصص.

ولأن حوافر الخيول تحظى بأهمية بالغة وعناية خاصة، فإنه يتم فحصها وتنظيفها وصيانتها بانتظام. فجمالية حوافر الخيول لا تعكس فقط مهنية المصفح، بقدر ما تعكس العناية التي يوليها الفارس لمطيته.

رواق ال”DGSN”.. جسر مديري للتواصل

لقد كان للمديرية العامة للأمن الوطني كذلك، ومعها مدرسة شرطة الخيالة، وقسم شرطة الخيالة، التابع لمديرية الأمن العمومي، حضور متميز في معرض الفرس الدولي، المنظم في دورته السادسة عشرة بالجديدة، من خلال الرواق الذي أقامته في فضاء قاعة المعارض. إذ عمل القائمون والمشرفون على الرواق، في تكريس حي للانضباط والتواصل، ولأخلاقيات وسلوكيات المهنة الشرطية، على الإجابة عن أسئلة وتساؤلات الزوار وعموم المواطنين، وكذا، طلبة الجامعات والمعاهد والمدارس العليا، والمؤسسات العمومية والخاصة، وتلامذة المؤسسات التربوية، ومدهم دون كلل أو ملل بشروحات مستفيضة عن مشاركة مدرسة شرطة الخيالة في هذه التظاهرة الدولية، وعن أدوارها في الحفظ والمحافظة على الأمن والنظام العامين، وكذا، إطلاعهم على البنيات التحتية والتجهيزات والمعدات التي تتوفر عليها وتوفرها هذه المدرسة، وعن التكوينات والتخصصات.. وعن الأساليب التي تعتمدها في ترويض الخيول. وقد وضعت المديرية العامة للأمن الوطني، في إطار الرقمنة (la digitalisations)، منصة رقمية، رهن إشارة الزوار، الراعبين والمتعطشين ل”المعلومة” بأدق تفاصيلها المملة.

للإشارة، فإن هذا الرواق الذي حظي بالمناسبة، شهر أكتوبر 2013، عند افتتاح الدورة السادسة لمعرض الفرس، بزيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يعتبر ترجمة على أرض الواقع، بالواضح والملموس لاستراتيجية التواصل المديرية، التي اعتمدتها المديرية العامة للأمن الوطني، في عهد مديرها العام عبد اللطيف حموشي، خادم الأعتاب الشريفة، والذي حظي بالثقة المولوية، عقب تفضل جلالته بتعيينه، شهر ماي 2015، على رأس جهاز ال”DGSN”، (فإنه) بات مدرسة وفضاء لإشاعة قيم المواطنة، والتشبع بالسلوك المدني.

شرطة الخيالة.. الاختصاصات ومجالات التدخل

تباشر فرق شرطة الخيالة مهامها الأمنية في العديد من المدن المغربية، منها الحواضر الكبرى، والمدن الساحلية، والمواقع ذات الطبيعة الجغرافية والحضرية الخاصة. وتكمن هذه المهام في مراقبة الأماكن التي يصعب الولوج إليها على متن السيارات والدراجات، من قبيل المواقع السياحية، والحدائق والمنتزهات العمومية، والمناطق الغابوية، الكائنة بتراب المدارات الحضرية. وتهدف هذه المهام وهي بالأساس ذات طبيعة استباقية ووقائية وردعية وزجرية، إذا اقتضت الضرورة، إلى استتباب الأمن والنظام العامين، وتكريس الشعور بالأمن لدى المواطنين.

وموازاة مع دور الفرق الجهوية لشرطة الخيالة، المجهزة بجميع وسائل التدخل الضرورية، ووسائل الاتصال، والتي تعمل في دوريات ثنائية، في مراقبة الشارع العام، فإن من ضمن المهام والتدخلات ذات الطبيعة والطابع المتميزين، التي باتت منوطة بها في مجال الأعمال النظامية، ثمة التغطية الأمنية للملاعب والتظاهرات الرياضية.

 

تنظيم مديري محكم

لقد كان للمديرية العامة للأمن الوطني، وعلى رأسها مديرها العام عبد اللطيف حموشي، ومدرسة شرطة الخيالة لدى المعهد الملكي للشرطة، بالقنيطرة، ومديرية الأمن العمومي، وقسم شرطة الخيالة، والقطب المديري للتواصل، دور ناجع على المستويين التنظيمي والأمن لمعرض الفرس الدولي، المنظم في دورته السادسة عشرة بالجديدة، من خلال اعتماد المصالح المركزية واللاممركزة استراتيجية أمنية وشرطية محكمة وتدابير استباقية، فعلتها بشكل قبلي على أرض الواقع، طيلة الفترة المخصصة لتظاهرة الفرس، تجلت في إيفاد لجن ومدراء ومسؤولين مركزيين إلى عاصمة دكالة، وكذا، القيام بزيارات ميدانية همت فضاءات المعرض، وعقد اجتماعات أمنية موسعة مع المسؤولين الأمنيين لدى الأمن الإقليمي للجديدة، سيما الأمن العمومي، والعمادة المركزية الإقليمية، والمصلحة الإقليمية للاستعلامات العامة، ومفوضية الشرطة بأزمور، مع استحضار دور الاستخبارات المدنية، المعروفة اختصارا ب”الديستي”.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً