منظمة مهنيي الصحة التجمعيين تؤكد التزامها المتواصل بورش الإصلاح الصحي

حجم الخط:

هبة بريس

عبّرت المنظمة الوطنية لمهني الصحة التجمعيين عن متابعتها الدقيقة للنقاش العمومي الجاري حول واقع المنظومة الصحية الوطنية، في ظل تنامي المطالب الاجتماعية المرتبطة بالقطاع، مؤكدة أن المغرب يشهد منذ أربع سنوات، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ورشًا إصلاحيًا تاريخيًا غير مسبوق، جعل من الصحة ركيزة أساسية لبناء الدولة الاجتماعية.

واعتبرت المنظمة أن المرحلة التأسيسية لهذا الورش الملكي قد أرست مقومات إصلاح هيكلي شامل، تجسد في إحداث مؤسسات استراتيجية مثل الهيئة العليا للصحة، والوكالة المغربية للدواء والمنتجات الصحية، والوكالة المغربية للدم ومشتقاته، فضلًا عن إطلاق المجموعات الصحية الترابية وتوظيف أزيد من 20.000 مهني صحي، مع تحسين أوضاعهم المادية والمهنية، إلى جانب التوسع في البنيات التحتية الصحية، ورقمنة الخدمات الطبية، ورفع ميزانية القطاع إلى 32,6 مليار درهم بحلول سنة 2025.

وأكد البلاغ أن هذه الإنجازات تمثل أساسًا متينًا للانتقال إلى مرحلة التنزيل الفعلي للإصلاح على أرض الواقع، مشددًا على أن الحكومة اختارت، منذ انطلاق ولايتها، المضي في هذا الورش بشجاعة سياسية وإرادة إصلاحية راسخة، رغم كلفة التحديات.

وفي هذا السياق، أكدت المنظمة أنها لم تتوقف منذ الخطاب الملكي لسنة 2018 عن الانخراط الفعلي في هذا الورش، من خلال تقديم مقترحات عملية ومواكبة تنزيل الإصلاحات الصحية، معتبرة أن المرحلة الحالية تتطلب تسريع وتيرة الإصلاح الميداني من خلال: تنظيم مسالك العلاج الترابية بشكل متكامل، تطوير أقطاب التميز الجهوية في تخصصات ذات أولوية، تعزيز الحكامة الصحية وفق مقاربة تشاركية تشمل جميع مكونات المهنة، تفعيل الهيئات المهنية كرافعة للكفاءة والمسؤولية وأخلاقيات الممارسة.

وشددت المنظمة على أن دعم مهنيي الصحة لم يعد ترفًا بل ضرورة وطنية، داعية إلى إقامة شراكات استراتيجية متوازنة تكرس مبدأ المسؤولية والشفافية، في تفعيل مقتضيات القانون الإطار 06-22، واعتبار إصلاح الصحة ورشًا وطنيًا طويل النفس لا يرتبط بولاية حكومية واحدة.

وفيما يخص التعبيرات الاجتماعية من خلال الاحتجاجات، دعت المنظمة إلى قراءتها كنداء مواطن لتعزيز وتيرة الإصلاح، وليس كاعتراض على المشروع الوطني، معتبرة صوت الشارع عنصرًا مكملًا يجب الإصغاء إليه بروح بناءة.

وأكد البلاغ على أهمية إشراك الجيل الشاب من مهنيي الصحة في النقاشات والمبادرات الإصلاحية، مبرزة أن هذه الفئة تمثل الامتداد الطبيعي للمهنة وضمانة استدامة المنظومة الجديدة.

واختتمت المنظمة بلاغها بالتأكيد على أن الصحة ليست مجرد قطاع إداري، بل هي عماد الكرامة الوطنية وركيزة العدالة الاجتماعية، وورش لا يقبل التأجيل، داعية إلى تعبئة وطنية شاملة وتحقيق الانسجام بين كل مكونات المنظومة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً