الجزائر تخطب ودّ فرنسا بتغيير القيادات الاستخباراتية في البلاد

حجم الخط:

هبة بريس – شفيق عنوري

تواصل الجزائر بعث رسائلها “الرومانسية” إلى فرنسا، من أجل إعادة الدفء إلى العلاقات الثنائية بعد سنوات من التوتر الذي وصل أوجه بعد اعتراف باريس بمغربية الصحراء.

وكشف موقع “africa intelligence”، أن قنوات الاتصال بين باريس والجزائر عادت إلى الدوران عبر خطوات وصفتها الأوساط الدبلوماسية الفرنسية بـ“الإشارات الإيجابية”، في مقدمتها إقالة وسجن عبد القادر حداد الملقب بـ”ناصر الجن”، من رئاسة المخابرات الداخلية.

ووفق الموقع الفرنسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، فإن إقالة حداد التي تمت في ماي الماضي، ثم سجنه لاحقا، كانت “خطوة لافتة” خصوصا بعد ورود اسمه في ملفات محاولات اختطاف واغتيال معارضين في أوروبا، وعلى رأسها قضيتا أمير ديزاد، وهشام عبود.

وحسب المصدر نفسه، فإن الجن كان يمثل التيار المتشدد داخل أجهزة الأمن الجزائرية تجاه فرنسا، وسبق أن دعم قرار سحب ضباط الارتباط الجزائريين من مركز الاستخبارات الأولمبية خلال صيف 2024، وهو القرار الذي خلف انزعاجاً واسعاً في باريس تزامناً مع تنظيم الألعاب الأولمبية.

وأوضح المصدر أن إقالة حداد ليست وحدها الإشارة الإيجابية التي أرسلتها الجزائر لفرنسا، بل إن تعيين عبد القادر آيت وعرابي الملقب بـ”حسان” شكل هو الآخر، رسالة مباشرة من قصر المرادية إلى الإيليزيه، نظرا لأن الجنرال الجديد سبق له أن راكم تجربة تعاون سابقة مع الأجهزة الفرنسية، عكس سلفه الذي ارتبط بمرحلة تصلب في العلاقات.

وبالتوازي مع هذه الخطوات الأمنية، فتحت الجزائر، حسب المصدر نفسه، مفاوضات مع فرنسا، من أجل عقد لقاء ثنائي يجمع رئيسي البلدين عبد المجيد تبون، وإيمانويل ماكرون، على هامش أشغال قمة العشرين، التي ستحتضنها جنوب إفريقيا في النصف الثاني من شهر نوفمبر المقبل.

جدير بالذكر أن الجن فرّ، منتصف شتنبر الماضي، من الإقامة الجبرية التي كان محتجزا فيها بعد إقالته، حيث ظل الغموض يكتنف مكان تواجده لحوالي شهر، قبل أن تؤكد تقارير فرنسية مؤخرا، أن المدير السابق للمخابرات الداخلية، تم توقيفه داخل البلاد، وأحيل على السجن العسكري بالبليدة في انتظار محاكمته.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً