هبة بريس – بني ملال
أكد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، أن الحكومة تعمل على تنزيل إصلاح غير مسبوق في قطاع الصحة يمتد على مدى خمس إلى ست سنوات، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تتضمن مشاريع كبرى ستحدث تحولًا نوعيًا في المنظومة الصحية الوطنية.
وقال أخنوش، خلال كلمته بمدينة بني ملال، ضمن المحطة السادسة من “مسار الإنجازات” بجهة بني ملال خنيفرة، اليوم السبت، إن الإصلاح الجاري في قطاع الصحة هو الأول من نوعه في تاريخ المغرب، مضيفًا أنه “مشروع كبير سيظهر أثره بشكل واضح خلال السنوات المقبلة”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الحكومة “لن تتوقف عند المشاريع المهيكلة فقط، بل وضعت عشرة مشاريع استعجالية ذات أثر فوري على صحة المواطنين”.
وأوضح رئيس الحزب أن هذه المشاريع الاستعجالية، التي يشرف على تنفيذها وزير الصحة من خلال اجتماعات أسبوعية ومتابعة دقيقة، تهدف إلى تحديث المستشفيات في جميع الجهات، وتحسين الخدمات الصحية، وضمان توفر الأدوية في المستشفيات، إضافة إلى إيجاد حل دائم لخدمات الإسعاف وتعزيز نجاعة آليات التدخل الصحي.
وأشار أخنوش إلى أن خطة العمل الجديدة تتضمن أيضًا تحسين خدمات الحراسة والتنظيف وتدبير النفايات بالمستشفيات، عبر “عقود من الجيل الجديد”، وكذا تحويل بوابة الشكايات إلى مركز فعال للتواصل مع المواطنين بهدف تسريع معالجة الشكايات وحل الإشكالات المطروحة داخل المؤسسات الصحية.
وفي عرضه أمام مناضلي الحزب، قدم أخنوش تفاصيل دقيقة عن مشاريع البنية التحتية الصحية بجهة بني ملال خنيفرة، مبرزًا أن الأشغال في المستشفى الإقليمي بالفقيه بن صالح ستُستكمل نهاية سنة 2025 بطاقة استيعابية تصل إلى 250 سريرًا، بعد سنوات من التأخير لأسباب تقنية وتمويلية.
وأوضح أن المشروع عرف تعثرات منذ انطلاقه سنة 2016، لكنه “دخل اليوم مرحلته النهائية بفضل تعبئة وزارة الصحة والمكتب الوطني للكهرباء، حيث انطلقت تجارب تركيب المعدات الطبية، ومن المنتظر أن يفتتح المستشفى أبوابه في ديسمبر المقبل بكافة مصالحه، من إنعاش ومستعجلات ومختبرات وأشعة وصحة الأم والطفل”.
كما أعلن أخنوش أن باقي أقاليم الجهة معنية بإصلاحات موازية، حيث يتم بناء مراكز استشفائية في أزيلال (120 سريرًا)، وأشغال ترميم وتوسيع مستشفيات في قصبة تادلة وقريبقار ومغرت، إلى جانب مركز جديد لتصفية الدم بخنيفرة، ومركز جهوي لنقل الدم ببني ملال.
وأضاف أن المستشفى الجهوي ببني ملال بسعة 450 سريرًا سيكون جاهزًا في نهاية سنة 2026، بينما المركز الاستشفائي الجامعي للجهة سيُنجز في أفق سنة 2027 بطاقة 520 سريرًا، مؤكدًا أن هذه المشاريع تواكبها عملية تأهيل 118 مركزًا صحيًا للقرب، منها 72 مركزًا تم تجديدها وفتحها بالفعل.
وشدد رئيس حزب الأحرار على أن قطاع الصحة “لا يتحمل أي تأخير”، معتبرًا أنه يمثل “أولى الأولويات بالنسبة للمواطنين”، وداعيًا المسؤولين إلى تسريع وتيرة الأشغال وضمان جاهزية المراكز الصحية في أقرب الآجال.
كما أشار إلى أن المجلس الوزاري الأخير الذي ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم 19 أكتوبر، تضمن توجيهات سامية لتعزيز المجهود المالي لقطاع الصحة، حيث سيبلغ الغلاف المالي الإجمالي حوالي 140 مليار درهم، مع إحداث أكثر من 27 ألف منصب شغل جديد في القطاع الصحي.
كما أكد المتحدث على أن ورش إصلاح الصحة “ليس شعارًا أو كلامًا، بل واقع ملموس في الميدان”، مشددًا على أن الهدف الأساس هو ضمان خدمات صحية عادلة ومتكافئة لجميع المغاربة، وصون كرامتهم الاجتماعية في إطار منظومة حماية مستدامة.

0 تعليقات الزوار