هبة بريس – محمد زريوح
عرفت مدينة الناظور مساء أمس الجمعة 19 شتنبر الجاري انطلاقة الدورة السادسة لمهرجان الشرق للضحك، وهو حدث فني أصبح مرجعاً في المشهد الثقافي بالجهة الشرقية، ليس فقط لأنه يجمع أبرز الكوميديين المغاربة، بل لأنه يفتح النقاش حول مكانة الفن الساخر في حياتنا اليومية.
العروض الافتتاحية حملت بصمة خاصة، إذ أضحك الثنائي مرزوق وميمون الجمهور بلوحات مستوحاة من تفاصيل بسيطة لكنها عميقة الدلالة، فيما قدّم الكوميدي الزبايل نقداً ساخراً لطريقة عيشنا وعلاقاتنا الاجتماعية. في المقابل، كان لإسماعيل بابويح حضور قوي من خلال مقاربة تجمع بين الكوميديا والنقد الاجتماعي، وهو ما عزز الطابع التفاعلي للأمسية.
الجمهور الذي حجّ بكثافة لم يكن مجرد متلقٍّ سلبي، بل شريكاً في صناعة اللحظة الفنية، عبر الضحك، والتصفيق، وحتى النقاشات الجانبية التي واكبت بعض المقاطع. هذا التفاعل يعكس عطشاً جماعياً لمثل هذه الفضاءات الفنية، حيث يتحول الضحك إلى متنفس جماعي في مواجهة ضغوط الحياة اليومية.
أهمية المهرجان تتجاوز البُعد الترفيهي، فهو بمثابة مختبر اجتماعي وفني يتيح للكوميديين الشباب فرصة للتجريب والاحتكاك المباشر مع الجمهور، كما يساهم في إعادة الاعتبار للكوميديا كجزء أصيل من الثقافة المغربية، يعكس تنوعها ويترجم همومها بلغة مبسطة تصل إلى الجميع.
ومع استمرار العروض في اليوم الثاني بمشاركة أسماء جديدة مثل ميمون وميمونة، وسين حمزة، وطارق بدير، يتجدد الرهان على الكوميديا كأداة للتغيير الناعم، حيث يجتمع الفنانون والجمهور حول ضحكة صافية تحمل في عمقها رسائل اجتماعية وثقافية تتجاوز حدود المتعة الآنية.
0 تعليقات الزوار