انطلاق موسم جني “الكليمنتين” المغربي وسط تراجع في الإنتاج

حجم الخط:

هبة بريس – شفيق عنوري

انطلقت حملة جني “الكليمنتين” لهذا الموسم الفلاحي بالمغرب وسط تراجع في الإنتاج بنسبة اثني عشر في المئة مقارنة بالموسم السابق، بسبب الظروف المناخية الصعبة التي أثرت على حجم المحصول.

وكشف موقع “freshplaza” أن الموسم بدأ في ظروف مناخية صعبة أثّرت على كميات الثمار، مضيفاً أن فقدان المساحات المزروعة جرَّاء سنوات الجفاف المتتالية، إلى جانب ميل عام نحو أحجام أصغر، لم يمنع الحمضيات المغربية، وخصوصاً “اليوسفي” و”الكليمنتين”، من تسجيل أداء تجاري ملحوظ.

وأوضح الموقع الإسباني نفسه، أن صنف “ناظوركوت” وحده حقق صادرات بلغت 325000 طناً خلال موسم 2024/25، ما يمثل زيادة بنسبة 43.81 في المائة مقارنة بالموسم السابق، متابعاً أن موسم 2025/26 يحمل بعض التغيرات لكنه يواصل المسار ذاته، مع تركيز أكبر على مجموعة “الحمضيات الصغيرة” على حساب البرتقال في ظل التحديات المناخية والمنافسة الدولية.

وأشار الموقع إلى أن “الكليمنتين” حافظ على طلب قوي في السوق المحلية، حيث تكون الأسعار أحياناً جذابة وشبيهة بأسعار التصدير، منبهاً إلى أن سوء الأحوال الجوية كان العامل الحاسم في تقلّص الأحجام، حيث سجّل التقرير انخفاضاً في الأحجام بنسبة 12 في المائة وتأخُّراً في انطلاق الموسم بحوالي 15 يوماً.

ودفع هذا الأمر المنتجين، حسب المصدر، إلى بدء الحصاد في أواخر شتنبر مع صنف “ماريسول” على أن تستمر الصادرات حتى منتصف ديسمبر بصنف “سيدي عيسى”، فيما تشكّل أصناف مثل “برونو” و”إسبال” و”أوروغراندي” و”نولز” الجزء الأكبر من الكميات المتداولة بين هذين الصنفين المبكّر والمتأخر.

وأشار المصدر إلى أن الجفاف المستمر وتوالي الظواهر المناخية كانت وراء هذه الخسائر، مضيفاً أن موجات الحر في شهري مايو ويونيو، التي تزامنت مع مرحلة الإزهار والعقد، وهي المرحلة الأهم للشجرة، وصلت درجاتها إلى 42 درجة مئوية، ما سبّب إجهاداً للأشجار، وقلة في عملية التلقيح وتكوّن الثمار، ثم سقوطاً للثمار المتكوّنة وتأخراً في نمو ما تبقّى على الأشجار.

كما أورد التقرير أنه تم تسجيل تراجع بنسبة 15 في المائة، في مجموع التساقطات المطرية على مستوى المملكة، لافتا إلى أن هذه الاضطرابات أثّرت أيضاً على مقاييس الفاكهة، حيث لوحظ انخفاض في القطر يتراوح بين 2 و4 مليمترات، ما يعني ميل الأحجام نحو الأصغر هذا الموسم.

ونقل “freshplaza” عن ليزا ديلاي ألكاراز، المديرة التجارية لقطاع الزراعة في شركة “Orbis Agro Industry” أن شركتها تحقق أداءً أفضل بفضل موقع مزرعتها في “منطقة الغرب” المشهورة بتربتها الخصبة وتوفر المياه، حيث تدير ضيعة مساحتها 500 هكتار تنتج أكثر من 12000 طناً من “الكليمنتين” و10000 طن من البرتقال.

وأضافت ألكاراز أن الجمع بين هذه الميزة المكانية والاستثمارات الكبيرة في التقنيات والطرق الزراعية الحديثة مكّن الشركة من الحفاظ على قرمشة وجودة جيدة للثمار رغم ظروف الجفاف والتغير المناخي، وهو ما يسهم في ضمان استدامة الإنتاج من حيث الكم والنوع.

وعلى الصعيد التجاري، أورد الموقع أن آفاق السوق تبدو محفزة بفضل الطلب المحلي الصلب، مع بقاء أوروبا السوق التقليدي الرئيسي لـ”الكليمنتين” المغربية، مردفاً أن تحسّنات النقل البحري واللوجستيات سمحت بظهور أسواق جديدة واعدة، أبرزها غرب أفريقيا وروسيا وكندا.

وذكر “freshplaza” أن السوق الداخلية للمملكة تشهد نمواً لافتاً وأنها تشكل بديلًا استراتيجياً حقيقياً للتصدير، موضحاً أن المغرب، بعدد سكان يبلغ حوالي 38 مليون نسمة، واستقبال يزيد عن 13 مليون سائح، بات يوفر طلباً محلياً قوياً وأسعاراً أحياناً تقارب أسعار التصدير مع مخاطر أقل بكثير.

وأكد موقع”freshplaza” في ختام تقريره على أن موسم 2025/26 سيشهد تحديات مرتبطة بالمناخ والحجم، لكنّ قدرة بعض الضيعات المتميزة واستثماراتها في التقنيات تظل عنصر تماسك أساسيًا للحفاظ على جودة الإنتاج ومرونته التجارية.

0 تعليقات الزوار

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

اترك تعليقاً