لافيكتوريا”.. مسرحية تُحاكي وجع “الألتراس” وتنتصر للانتماء

هبة بريس-إ.السملالي

شهدت مدينة الرباط، اليوم، عرض مسرحية “لافيكتوريا” في محطة جديدة من جولتها الوطنية التي جابت عددًا من المدن المغربية، بعد سلسلة من التتويجات اللافتة على الصعيدين الوطني والدولي، ضمن أبرز التظاهرات المسرحية.

المسرحية، التي تمتد على مدى سبعين دقيقة، تغوص في أعماق عالم “الألتراس”، وتسلط الضوء على هؤلاء الشباب الذين لا يكتفون بتشجيع فرقهم الرياضية، بل يحوّلون المدرجات إلى فضاء للبوح، والاحتجاج، وتأكيد الهوية الجماعية. في عمل فني يحمل نبض الشارع، وأحلام الجيل، ومرارة الواقع، يحاكي النص المسرحي قصصًا إنسانية مفعمة بالألم والأمل، ويقدم سردًا حيًّا لسيرة مشجعين متطرفين يبحثون عن الانتماء وسط عالم متقلب.

من خلال مشاهدها المكثفة، تعبّر “لافيكتوريا” عن هموم “الألتراس” كصوت شبابي جريء، يرفض التهميش، ويتخذ من المدرجات منبرًا للنضال الرمزي عبر الأهازيج والشعارات. وتُجسّد المسرحية حالات التوتر بين العنف والسلم، الحب والغضب، الانكسار والحلم، ضمن توليفة فنية تحتفي بالهوية وتُسلّط الضوء على تعقيدات الواقع الاجتماعي.

العمل يتميز بلغة مسرحية غنية تنصهر فيها موسيقى الراب، وفنون الرقص، وقرع الطبول، والغناء الجماعي، في تجربة إبداعية تنقل الجمهور من خشبة المسرح إلى دفء “الفيراج”، حيث تتجلى مشاعر الشغف والانتماء في أبهى صورها.

طاقم العمل يضم نخبة من الأسماء الشابة المتخرجة من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وهم: سفيان نعيم، محمد شهير، زهرة الهواوي، أمين بالمعزة، ومدرير السباعي، فيما تكفّلت الفنانة أسماء حموش بتوقيع السينوغرافيا، مقدّمة رؤية جمالية تنسجم مع إيقاع العمل ومحتواه الرمزي.

“لافيكتوريا” ليست مجرد عرض مسرحي، بل تجربة فنية تنبض بالحياة، وتطرح تساؤلات وجودية عميقة بلغة البوح الجماعي، لتُكرّس المسرح كمرآة صادقة للواقع، وفضاء للتعبير عن وجدان جيل يتأرجح بين الحلم والخذلان.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى